أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية غير الحكومية العاملة في المجال الطبي والإنساني في تقرير لها في جنيف اليوم الأربعاء، على وجود حاجة ماسة لعمليات إزالة الألغام والأفخاخ الأرضية والمتفجرات الموجودة في شمال شرق سوريا وذلك بعد أن تضاعف عدد الإصابات جراء تلك الألغام بين نوفمبر الماضي ومارس من العام الجاري 2018 وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن نصف ضحايا تلك الألغام والمتفجرات كان من الأطفال.وقالت أطباء بلا حدود، إن هذا الاتجاه المثير للقلق يأتي مع عودة المزيد من المدنيين السوريين الى ديارهم بعد تراجع حدة القتال في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور ، ودعت المنظمة الدولية وعلى وجه السرعة المنظمات والكيانات المعنية الدولية والمحلية الى توسيع وتسريع أنشطة ازالة الألغام وأنشطة التوعية بالمخاطر وتحسين الوصول الى الرعاية الطبية المنقذة للحياة لضحايا الأجهزة المتفجرة في دير الزور.واشار ساتورو ايدا رئيس بعثة منظمة اطباء بلا حدود في سوريا الى ان المرضى والمصابين يبلغون المنظمة ان الألغام الأرضية والأفخاخ المتفجرة وغيرها من الأجهزة المتفجرة العشوائية زرعت في الحقول وعلى طول الطرق وعلى أسطح المنازل وتحت السلالم بل أكد البعض ان الأدوات المنزلية مثل أقداح الشاي والوسائد وأواني الطهي والألعاب واجهزة تكييف الهواء والثلاجات قد تم تزويدها ايضا لتنفجر مع عودة السكان الى منازلهم لأول مرة بعد شهور أو سنوات من النزوح .وقالت المنظمة انها تدعم في شمال شرق سوريا اثنتين من المستشفيات أحداهما في تل أبيض والتي تستقبل معظم الاصابات من محافظة الرقة والاخرى في محافظة الحسكة وهي واحدة من عدد قليل من مرافق الرعاية الصحية الثانوية المجانية والتي يمكن الوصول إليها من قبل سكان محافظة دير الزور .ولفتت المنظمة الى ان ما يقرب من 75 % من المرضى الذين يصلون إلى مستشفى الحسكة هم من محافظة دير الزور ومن مناطق تبعد لحوالي ست ساعات عن مكان المرفق .وقال تقرير اطباء بلا حدود ، انه وفي عام 2017 وحده تسبب العنف في دير الزور في نزوح ما لايقل عن 254 الف شخص حيث تم تهجير كل منهم بمعدل ثلاث مرات ، واشار التقرير الى انه بينما عاد بعض الأشخاص إلى ديارهم الا ان معظمهم لازالوا نازحين ومن المتوقع أن يعودوا قريبا وهم غير مدركين للأخطار التي تنتظرهم هناك ونوهت المنظمة الى خشية خبراء ازالة الألغام من أن مئات الألاف من الأجهزة لا تزال تملأ المدارس والمرافق الطبية والحقول الزراعية في دير الزور.وقال مسؤول اطباء بلا حدود فس سوريا انه سباق مع الزمن حيث يعود المدنيون الى ما هو في الواقع حقل ألغام وحذر من ان سوريا ستشهد زيادة في عدد ضحايا المتفجرات دون مزيد من العمل خاصة وانه مع النظام الصحي المشلول في دير الزور فان اقرب مرفق صحي قد يكون على بعد ساعات وبما يعني ان كل دقيقه قد تكون الفاصل بين حياة المصاب وموته.قال تقرير أطباء بلا حدود ان المرافق التي تدعمها تلقت 133 مصابا بسبب الألغام الأرضية والافخاخ المتفجرة خلال 4 الى 5 أشهر وبمعدل مصاب كل يوم ، وأشارت اإلى زيادة حادة فى أعداد الإصابات فى نهاية عام 2017 ومن 17 مصابا في نوفمبر إلى 39 في ديسمبر إلى 41 في يناير الماضي ولفتت إلى أنه بداية من شهر فبراير الى 14 مارس تم علاج 36 ضحية في المستشفى الذي تدعمه في الحسكة وهو الأقرب من دير الزور الذي يعمل بشكل مجاني.وأضاف التقرير ان أكثر من 75% من المرضى الذين تم ادخالهم الى مستشفى أطباء بلا حدود في الحسكة يعانون من إصابات متعلقة بالألغام الأرضية والأفخاخ والمخاطر المماثلة من دير الزور ومعظمهم من منطقة أبو حمام وحاجين وذيبان وجارانيش.
مشاركة :