أكد المؤتمر السنوي السابع للرابطة الدولية لأكاديميات الشرطة (انتربا)، على أهمية التعاون الدولي لمواجهة مخاطر استغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب ونشر الفكر المتطرف. وذكر البيان الختامي للمؤتمر الذي صدر اليوم، أن خطر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر التطرف وتجنيد الشباب كان إحدى أهم النقاط التي ركزت عليها أوراق العمل خلال جلسات المؤتمر، مشيرا إلى أنه تم التأكيد خلال المؤتمر على أن شبكات التواصل الاجتماعي تلعب دورا مهما في التواصل بين الناس في جميع أنحاء العالم، فيما تستخدمها الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها المتطرفة. وأضاف أن مجتمع المعلومات قد مهد الطريق أمام وسائل أكثر تعقيدا لنشر التطرف عبر العالم، مؤكدا أهمية دور الأسرة في مكافحة الإرهاب، وأن التعاون الدولي لمنع ومكافحة الإرهاب والتطرف في الشبكات الاجتماعية أمر لابد منه. ولفت البيان إلى استخدام تنظيم "داعش" استراتيجيات تسويقية متخصصة لجذب وخداع الشباب في مغامرات الجهاد، مؤكدا أن المنظمات الإرهابية تعمل بفهم دين مغلوط، كما أنها تسيء تفسير الأحكام الدينية. ونبه إلى أن المنظمات الإرهابية تميل لاستغلال الدين الإسلامي في كثير من الأحيان مما تسبب في انتشار الخوف من الإسلام لصالح القوى العالمية، مؤكدا أن الحاجة أصبحت ملحة لدراسة برامج مكافحة الإرهاب والتطرف. كما أكد البيان على أهمية توفير بيئة آمنة أثناء الأحداث الرياضية، والتنسيق بين مختلف المؤسسات، وأجهزة إنفاذ القانون والسلطات المحلية والجمهور، لافتا إلى أن التطرف المتصاعد والإرهاب في ملاعب كرة القدم، وأدوار المؤسسات الرياضية، والدولة في مكافحة التطرف الرياضي، يحتاج إلى دراسة دقيقة. بدوره، أثنى العميد الدكتور عبدالله المحنا المري المدير العام لكلية الشرطة على المستوى العالي لأوراق العمل التي طرحت في المؤتمر، مؤكدا أنها عكست مستوى الشعور بالمسؤولية لدى أكاديميات وكليات الشرطة في مواجهة التحديات الراهنة. وأكد المدير العام لكلية الشرطة، في كلمة خلال الحفل الختامي، أن المؤتمر نجح في تشخيص ظاهرتي الإرهاب والتطرف وتحليلهما، مما ساهم في الخروج بنتائج من شأنها تحقيق المصلحة العامة والمشتركة لجميع البلدان في إيجاد حلول لهاتين الظاهرتين من خلال أوراق العمل الثرية التي قدمت في جلسات المؤتمر الست. وأشار إلى أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر جاءت وفقا لرؤية علمية وجهود حثيثة للوصول إلى تحقيق الأهداف التي من أجلها عقد هذا المؤتمر، مؤكدا أن تلك التوصيات ستجد طريقها للتنفيذ في المستقبل القريب من خلال آلية عمل داخل الرابطة. وكان ممثلو عدد من الدول المشاركة في المؤتمر قد أكدوا في مداخلات لهم خلال الجلسة الختامية على أن مؤتمر الرابطة الدولية لأكاديميات الشرطة في الدوحة يعد أحد أهم المؤتمرات التي عقدتها الرابطة، كما ثمنوا مستوى التحضير والتنظيم لهذا المؤتمر. وعقد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "التوجهات الحديثة في مكافحة الإرهاب والتطرف"، وناقش عددا من القضايا مثل العنف السياسي ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكيفية إدارة الحشود خلال الفعاليات والمناسبات الهامة على غرار الفعاليات الرياضية الدولية، إلى جانب مناقشة برنامج إعادة تأهيل وإدماج الأشخاص (الانتكاسيين) في المجتمع وغيرها من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر. وشارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في المجال الشرطي والأمني من 42 دولة إلى جانب خبراء من 47 مؤسسة، و5 منظمات دولية بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال مواجهة الإرهاب والتطرف والحد من انتشاره.;
مشاركة :