اللغة العربية وجهود وزارة التربية والتعليم

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأول من مارس من كل عام هو يوم اللغة العربية ( أم اللغات) الذي أقره المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو) عام 2010م، وأصبح هذا اليوم مهمًا لإبراز مكانة لغة ( الضاد) والمحافظة عليها، وضرورة تحصينها من العولمة الإلكترونية التي تشاهد في مراكز التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية وتقنية المعلومات وغيرها. وبما أن اللغة العربية هي هوية أبناء هذا المجتمع ( البحريني)، وعنوان انتمائه العروبي وإرثه الثقافي فإن من الأهمية التركيز على هذه اللغة الغنية بمفرداتها ومضاعفة الجهود للمحافظة عليها حتى تظل حاضرة في الوعي والوجدان، فتسمع في المحافل والمنتديات، وتتداول في المجالس والأماكن العامة، وقد كان الحصن الحصين لهذه اللغة عبر التاريخ هو القرآن الكريم، فقد استطاعت اللغة العربية من المحافظة على قوتها ومكانتها لارتباطها بالكتاب المنزل من رب العالمين ( القرآن الكريم)، والمتأمل فيها يرى أنها تمتلك مقومات القوة والاستمرارية ومواكبة المستجدات العلمية واستيعابها. ومع ذلك نجد أن اللغة العربية تحتاج إلى توحيد الجهود المحلية والإقليمية والدولية للمحافظة عليها وتعزيز مكانتها، من هنا فإن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألسكو) وهي تحتفي بهذا اليوم من عام 2018م فإنها تؤكد على انفتاحها على المراكز البحثية والمبادرات العاملة على النهوض باللغة العربية وإبراز التجارب الناجحة في هذه اللغة. لذا فإن أبرز محاضن اللغة العربية والأكثر تأثيرًا هي مدارس وزارة التربية والتعليم ( العامة والخاصة)، فوزارة التربية والتعليم تولي اللغة العربية جل اهتمامها من أعلى الهرم إلا أدناه، وتشارك المنظمات الأممية بالاحتفاء بهذا اليوم سواءً الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ( حسب منظمة اليونسكو) أو الأول من مارس ( حسب منظمة الألسكو)، فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وهي من ثوابت الهوية العربية والإسلامية التي أكد عليها دستور البحرين في مادته الثانية: ( دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، ولغتها الرسمية هي اللغة العربية)، لذا أكدت وزارة التربية والتعليم في أكثر من محفل على أن اللغة العربية هي من المواد الأساسية في مناهجها الدراسية، بل وأصبحت من ضمن الأنشطة التربوية والبرامج اللاصفية. كل ذلك استجابة للمادة الثالثة من قانون التعليم ( 19 لسنة 2003م) الذي اعتبر أول قانون للتعليم في البحرين، وقد ارتكز القانون على ثلاث نقاط جوهرية ( مجانية التعليم، الالزامية، وأهداف التعليم)، ونصت المادة الثالثة من القانون على ( تعزيز تعليم اللغة العربية والنهوض بمستواها بما يمكن من إتقانها واستخدامها في مختلف مجالات المعرفة)، ووزارة التربية والتعليم تقوم بجهود كبيرة للمحافظة على الهوية العربية وغرسها في الطلبة كأحد عناصر الانتماء. وتعتبر وزارة التربية والتعليم من أبرز الوزارات محافظة على اللغة العربية، فهي في توجيه مستمر للمدارس والمعاهد للالتزام باستخدام اللغة العربية في كافة مراحل الدراسة وعمليات التدريس، ولعل المشارك لإحدى الفعاليات التي تقيمها وزارة التربية والتعليم يرى طلاقة الطلبة في استخدام اللغة العربية، وللإنصاف فإنه ليس من المعقول أن جميع الطلبة رغم اختلاف بيئاتهم أن يجيدوا هذه اللغة لولا أن هناك جهودًا جبارة تقوم بها وزارة التربية والتعليم. كلمة الحق والإنصاف هي التي تعلو في مثل هذه الإطروحات، بل الأمانة العلمية والوطنية تحتم النظر بالعين المجردة للجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم وإداراتها والتي تشاهد في المدارس العامة والخاصة، كل ذلك استجابة للتوجيهات السديدة للحكومة وعلى رأسها سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وما جهود وزارة التربية والتعليم في تعزيز هذه اللغة إلا محاولات لتخفيف حالة التباين بين اللغة الفصحى واللهجات المحلية والأجنبية الوافدة. إن إدارة الدكتور ماجد بن علي النعيمي لوزارة التربية والتعليم تؤكد على أن اللغة العربية ومكانتها في أيادٍ أمينة، فهي الرافد لكل العلوم والمناهج بالمؤسسات التعليمية، فإذا كانت منظمة الألكسو ومنظمة اليونسكو قد خصصتا يومين في السنة للاحتفاء باللغة العربية فإن وزارة التربية والتعليم توليها اهتمامها اليومي منذ انطلاقة التعليم النظامي في البحرين عام 1919م، فكل الشكر والتقدير للمعلمين والمعلمات لجهودهم الجبارة في قطاع التعليم.

مشاركة :