«الشيخ زايد للكتاب» تكرِّم الإبداع العربي المتميز

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:«الخليج»‎ أعلنت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» أمس عن أسماء الفائزين في دورتها الثانية عشرة 2017-2018، حيث فاز الكاتب السوري خليل صويلح بجائزة «الآداب» عن روايته «اختبار الندم»، وفازت الكاتبة الإماراتية حصة خليفة المهيري بجائزة «أدب الطفل والناشئة» عن كتابها «الدينوراف»، والروائي المصري أحمد القرملاوي بجائزة «المؤلف الشاب» عن روايته «أمطار صيفية».فاز المترجم التونسي ناجي العونلّي بجائزة «الترجمة» عن كتاب «نظرية استطيقية» الذي نقله من الألمانية إلى العربية، وفاز الباحث المغربي محمد المختار مشبال بجائزة «الفنون والدراسات النقدية» عن كتابه «في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطاب»، وفاز الباحث الألماني داغ نيكولاوس هاس بجائزة «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» عن كتابه الصادر بالإنجليزية «الشيوع والإنكار: العلوم والفلسفة العربية في عصر النهضة الأوروبية»، في حين فازت دار التنوير للطباعة والنشر بجائزة «النشر والتقنيات الثقافية». ‏وقال الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة: «اتبعت الجائزة خطوات دقيقة خلال عمليات فرز حثيثة ومطولة، تلتها أعمال التحكيم التي تستغرق ثلاثة أشهر، ومن ثم جلسات الهيئة العلمية لدراسة تقارير التحكيم وصولاً لاجتماعات مجلس الأمناء لاختيار أفضل الأعمال، وتسمية الفائزين بدورتها الثانية عشرة».وأضاف: «لقد اكتسبت الجائزة خلال الأعوام الاثنى عشر الماضية مكانة مرموقة، ومصداقية عالية في توثيق الإنتاج الأدبي والفكري العربي الحديث والاحتفاء به، استناداً إلى شفافية أسست لها الجائزة على المستويين العربي والعالمي، ونتطلع دوماً إلى أن تكون الجائزة اسماً على مسمى، وأن تعكس قيم الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء الدولة والتنمية الثقافية، ونحن نحتفي بعام زايد».وهنّأ سيف سعيد غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، الفائزين بمختلف فروع الجائزة، وقال: «في خضم احتفاء الدولة بعام زايد، فإننا نعتز بتكريم مبدعي الكلمة من مؤلفين ومفكرين وناشرين، فائزين بجائزة تحمل اسم مؤسس الدولة وتخلد ذكراه، وتعكس صدى رسالته في دعم العلوم الإنسانية والارتقاء بالثقافة والآداب والحياة الاجتماعية العربية، وإغنائها علمياً وموضوعياً». ‏‎مسوغات الفوز فاز بجائزة «الآداب» الروائي السوري خليل صويلح عن رواية «اختبار الندم»، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل- بيروت2017، حيث تعيش الرواية حالة الحرب السورية من الداخل فيتجول الراوي في أرجاء دمشق محملاً بالتاريخ قديمه وحديثه، مجسداً الأزمات النفسية وتشظي المكان والمجتمع، ما يجعلها إضافة مهمة للرواية السورية في تفرد الأدوات السردية والتراكيب اللغوية. وفاز بجائزة «المؤلِّف الشاب» الروائي المصري أحمد القرملاوي عن روايته «أمطار صيفية»، من منشورات مكتبة الدار العربية للكتاب القاهرة 2017، وموضوع الرواية هو العلاقة بين الموسيقى والروح، والصراع بين تسامي الروح ومتطلبات الحياة ونوازع الجسد، كما تبرز في الرواية معرفة دقيقة واسعة بالموسيقى ودلالاتها، تجعل من المقامات الموسيقية كياناً ملموساً موازياً للمقامات الصوفية.‏‎وفاز بجائزة «الترجمة» المترجم التونسي ناجي العونلّي عن كتاب «نظرية استطيقية» للفيلسوف تيودورف أدورنو، من منشورات دار الجمل بيروت 2017، ويمثل الكتاب ترجمة دقيقة عن الألمانية مباشرة لعمل فلسفي يمثل صاحبه أحد أعلام مدرسة فرانكفورت، وموضوع الكتاب هو نظرية علم الجمال في سياق ينتقل بها من النظرة التقليدية إلى النظرة النقدية أي التحول من نظرية المعرفة إلى فلسفة نقدية في المجتمع. وفاز بجائزة «الفنون والدراسات النقدية» الباحث المغربي محمد المختار مشبال عن كتاب «في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطاب»، من منشورات دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع 2017، ويناقش الكتاب صلة الحجاج بالبلاغة والخطاب، ويعتمد تحليل الخطابات متتبعاً الاستراتيجيات الأساسية في البلاغة القديمة، وتطوراتها الحديثة في البلاغة المعاصرة، ويتكئ على منهجية قائمة على العرض والتحليل والمقارنة بلغة عربية سليمة تمزج بين مناهج نقدية تراثية ومعاصرة.‏‎أما جائزة «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» فذهبت للباحث الألماني داغ نيكولاوس هاس، عن كتابه «الشيوع والإنكار: العلوم والفلسفة العربية في عصر النهضة الأوروبية» من إصدارات دار نشر هارفرد 2016، ويُعتبر الكتاب منجزاً أكاديمياً على قدر كبير من الأهمية، يسد فجوة واسعة في المعرفة الغربية بخصوص العلوم والفلسفة العربية التي لهما دور بارز في حركة النهضة الغربية.وفازت دار التنوير بجائزة «النشر والتقنيات الثقافية»، حيث تعد الدار مؤسسة تنويرية أسهمت في نشر الثقافة العربية وإيصالها إلى المتلقي، وحفزت على التأليف والترجمة مع حفظ الملكية الفكرية للمؤلفين والمترجمين، كما شكلت الدار تياراً ثقافيا معرفياً، إذ عملت على إبراز أصوات فكرية وفلسفية وأدبية شابّة ومعاصرة ونشر أعمالها مع حرصها على مراعاة أعلى معايير النشر وتقاليده.وقد أعلن مجلس أمناء الجائزة في بيان سابق عن حجب الجائزة في فرع «التنمية وبناء الدولة»، كما أن شخصية العام الثقافية سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، وسيقام حفل تكريم الفائزين في 30 أبريل 2018، حيث يمنح الفائز بلقب «شخصية العام الثقافية» ميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير، إضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم، في حين يحصل الفائزين في الفروع الأخرى على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، إضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم إماراتي. لغة رشيقة ومكثفة للفائزة الإماراتية حصة المهيري ‏‎‎منحت جائزة «أدب الطفل والناشئة» للكاتبة حصة المهيري، عن كتاب «الدينوراف» من منشورات دار الهدهد للنشر والتوزيع- دبي2017، وتدور القصة في عالم الحيوان، وتحكي عن ديناصور يبحث عن شبيهه بين الحيوانات المختلفة، ومن خلال هذا البحث تتبدى له الفروقات المتعددة بين الحيوانات التي التقاها، لكن هذا الاختلاف لا يقود للصراع أو النفور، بقدر ما يؤكد إمكانية العيش المشترك، لهذا يندمج الديناصور في النهاية مع الزرافة ويصبح الدينوراف، تعبيراً رمزياً عن قدرة المجتمع على استيعاب التنوع والتعدد في الهويات، وهي مسألة مهمة، نظراً للاهتمام المعاصر بقضايا الهويات الكونية، كما أن القصة كتبت بلغة سردية رشيقة ومكثفة.

مشاركة :