تعتبر آلة الجيتار الغربية من أكثر الآلات الموسيقية المحببة للكبار والصغار، ويسعى الكثير من الأبناء في سن الطفولة والمراهقة لتعلم العزف عليها، وكثيراً ما نجد فرقاً موسيقية للبوب والروك تقوم أساساً على تلك الآلة ويكون عازفها هو أساس الفرقة، ولذلك فقد استضافت دبي أوبرا مؤخراً حفلة موسيقية للفنان العالمي وعازف الجيتارالمكسيكي الشهير موريسيو ديازألفاريز الحائز عدة جوائز عالمية ضمن برنامجها الشهري للحفلات «موسيقى في الاستوديو» التي تشهد عروضاً لكبار الفنانين العالميين في دبي وتحرص الأوبرا من خلاله على إقامة ورش عمل تدريبية تجمع بين الفنان العالمي ومجموعة من الطلاب المحليين الموهوبين في مجال الفن والموسيقى. وأثناء وجوده في دبي حرصنا على لقاء الفنان موريسيو دياز للتعرف إلى تجربته في دبي ومع طلابها الموهوبين ومواجهة جمهورها من محبي الموسيقى اللاتينية.كيف تصف زيارتك الأولى لدبي واستقبال جمهورها لفنك ؟ سمعت الكثير من زملائي وأصدقائي عن دبي وهذه هي المرة الأولى التي أزورها ولكن سبق أن زرت عدة دول بمنطقة الشرق، لذلك كنت أعتقد أن عندي خلفية جيدة ومعلومات عن طبيعة المنطقة وثقافتها ولكن زيارتي لهذه المدينة أبهرتني فقد هالني هذا التطور العمراني الذي لا يوجد له مثيل في العالم ورأيت بعيني ما تحمله من سحر وجاذبية تأسر كل من يزورها، وأعتبر أن وجودي على مسرح دبي وأوبرا وبين جمهورها فرصة عظيمة وشرف كبير لي، لأن الإمارات أصبحت تمتلك مكانة هامة وشهرة فنية كبيرة في كل أنحاء العالم. حدثنا عن تجربتك في تعليم وتدريب المواهب المحلية على هامش حفلتك بالأوبرا؟ أنا أعشق تدريس العزف على الجيتار بنفس درجة ولعي بالعزف نفسه، فهذه الآلة إجمالاً هي شغفي الأول بالحياة ولذلك فأنا أستمتع كثيراً بنقل خبراتي لأجيال جديدة من الموهوبين والمحبين للجيتار ويسعدني كثيراً أن أقدم لهم النصائح التي تساعدهم على إجادة العزف واستخراج أفضل الألحان، ولكوني أمارس مهنة التدريس الموسيقي الأكاديمي في باريس فأنا لا أشعر بالغرابة من مواجهة الطلاب وتوجيههم، فأنا لدي طلاب من مختلف جنسيات العالم واكتشفت أن الموهبة لا ترتبط بجنس أو مكان ولكنها هبة إلهية نصونها ونطورها بالإخلاص والتجريب ونقل الخبرات والتفاعل الدائم حتى يستمر نهر الموهبة في التدفق، وعند تعاملي مع الموهوبين في دبي اكتشفت فيهم طاقات بديعة وشغفاً حقيقياً ومستوى عالياً من الإمكانات الفنية وسعدت كثيراً بمشاركة خبراتي مع طلاب الفن بدبي. ماذا عن النصائح الأساسية التي توجهها للمبتدئين ؟ أهم العوامل التي تجعل المبتدئ فناناً متمكناً تربية الحس الفني لديه وتنمية قدراته على الإحساس بالإيقاع وضبطه وهو ما يعتبر المفتاح السحري لتعلم الموسيقى وإتقانها، وهذه القدرة قد نجدها عند البعض بالفطرة وتكون واضحة جلية وتميز العازف من المبدع، وهناك من يستطيع اكتسابها بالتدريب والممارسة والتعلم. والعنصر الثاني هو القدرة على استخلاص النغمة المكتملة والمعبرة من خلال ضبط التوافق العضلي العصبي للأصابع واليدين وقدرتهم على إنتاج النغمة التي يريدها العازف بالضبط. من اكتشف موهبتك ؟ لقد ولدت في عائلة فنية بامتياز، فوالدي كان عازف جيتار محترف، ووالدتي كانت تغني وتعزف الموسيقى الكلاسيكية ولذلك فأنا أعتبر نفسي طفلاً محظوظاً، فقد نشأت فيما يشبه «معهداً للموسيقى» داخل المنزل، وكان أبي هو أول من اكتشف موهبتي وكان معلمي الأول وقام بتغذية شغفي بالموسيقى وحبي لها، وكنا نقضي معظم الأوقات في تعلم العزف والموسيقى حتى أصبحت الموسيقى هي اللغة التي نتحدث بها داخل البيت. هل اكتفيت بتعليم والدك لك أم توجت دراستك للموسيقى بشكل أكاديمي متخصص؟ تعليم الوالد كان الأساس، ولكنني في مراحل تالية من حياتي اخترت دراسة الموسيقى بشكل متخصص في مدريد عاصمة إسبانيا، حيث التحقت بمعهد الموسيقى الملكي للكونسرفتوار وتتلمذت على يد أشهر وأمهر عازفي الجيتار حينها في إسبانيا والعالم «جابريال استراليس» وهو الذي كان قدوتي ومعلمي على مدى 10 سنوات هي سنين دراستي للموسيقى، وبسبب نوعية التعليم المتخصصة والمميزة التي حصلت عليها قررت أن أختار احتراف العزف وأن ينصب طموحي على أن أكون عازف جيتار أوركسترالي محترفاً ومدرس موسيقى متخصصاً لأنني أعشق تعليم الشباب والمبتدئين وأستمتع كثيراً بعزف ألحان المبدعين في الحفلات العامة. وبعد أن أصبحت مدرساً محترفاً، بماذا تنصح الشباب والمبتدئين ؟ أنصحهم بضرورة الحرص على الدراسة والتفاني فيها، وإذا أرادوا النجاح والاستمرار فيجب عليهم إهداء حياتهم للفن، فإتقان العزف لا يأتي إلا بكثرة ومواصلة التدريبات ولا يمكن أن يمر يوم من دون ممارسة العزف والتدريب، فالعلاقة بين العازف وآلته الموسيقية تكون حميمية لأقصى درجة ويجب أن تزداد هذه العلاقة متانة وقوة كلما مر الوقت. فحتى الآن، ورغم كل سنوات خبرتي ودراستي إلا أنني مازلت أحتاج لساعات طويلة من التدريب والعزف كل يوم لأستمر بكامل لياقتي الموسيقية، وقبل أي حفل أدخل في فترة إعداد وبروفات وتتكثف ممارستي اليومية للعزف بما لا يقل عن خمس ساعات يومياً، أما قبل الحفل مباشرة فيجب أن أقضي ساعة على الأقل في هدوء تام لأختلي بنفسي وأقوم بتمرينات للتركيز وإحماء أصابعي قبل مواجهة الجمهور. آلة الجيتار هل هي سهلة التعلم أو بسيطة التكوين،وما سر جاذبيتها لدى الشباب؟ بالفعل آلة الجيتار محببة جداً لجيل الشباب والمراهقين وعادة ما يسعى الكثير منهم لتعلمها سواء كانوا فتياناً أو فتيات، وفي اعتقادي يرجع السبب لارتباطها بأشهر الفرق الموسيقية الحديثة إلى جانب أن الأصوات الموسيقية الصادرة عنها مميزة ويمكن التلاعب بها بسهولة، وآلة الجيتار الكلاسيكي لا زالت تتمتع بنفس الشعبية والحب، كما أن الجيتار الكهربائي هو القاسم المشترك الأهم في صناعة الموسيقى الحديثة ونجوم الروك والميتال والبوب، وقد لاحظت بنفسي شغف طلابي بالجيتار وهو الأمر الذي يسعدني للغاية ويزيد فخري واعتزازي بها. كيف ترى الموسيقى الشرقية؟ أعتبرها من أكثر أنواع الموسيقى التي تتميز بالثراء والتنوع وأستطيع وصفها بأنها مزيج من الألوان الساحرة والمتناغمة لأنها تحمل مزيج ثقافات وحضارات منطقة الشرق الأوسط الغنية بثرائها وموسيقاها التي تعبر عن مشاعر وعادات شعوب البحر المتوسط جميعاً.
مشاركة :