كشف صاحب السمو الملكي الأمير العميد فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود أن حرب المنظمات الإرهابية السيبرانية لها هدف سياسي بعيد المدى في إعادة تشكيل النظام الدولي من نظام أحادي القطب إلى متعدد الأقطاب.وبين أن النظام المالي لعصابات الإنترنت الخفي يدار بعملات رقمية مشفرة تعطى في بداية تأسيسها ونشرها سعر تأسيس مثلها مثل الأسهم ومن ثم ترتفع قيمتها وفقاً لحجم التعاطي والتداول فيها ولعل أبرزها عملة (البيتكوين) والتي ظهرت على الساحة الاقتصادية عام 2007م وكانت قيمتها آنذاك متدنية جداً ومع استخدامها بنطاق واسع في الانترنت الخفي ارتفع سعرها وقفز قفزة هائلة بعد فايروس الفدية والذي جعل الدول والأفراد يطلبون تلك العملة، ومن خلال ذلك حققت العصابات الإجرامية أرباحاً هائلة نتيجة ذلك الارتفاع وتمت بعد ذلك أعلى عملية غسل أموال في التاريخ، ونتيجة لنجاح التعاطي مع العملات الرقمية المشفرة تسعى الأن بعض الدول التي تحتفظ في بنوكها بأموال ضخمة مجهولة المصدر لتأسيس عملة رقمية مشفرة وطرحها للتداول وتبديل تلك الأموال بها.جاء ذلك خلال محاضرة لسموه ألقاها في جامعة جازان بعنوان "مستقبل المنظمات الإرهابية" بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزبز نائب أمير منطقة جازان. وبين سموه أن المنظمات السيبرانية يتكون تشكيلها السري من القيادة والتي يصعب اكتشافها لسببين البيئة التي يعملون بها وتكفل عدم كشف الهوية بعدد من الاجراءات التقنية المعقدة وإنما يتم إصدار الأوامر لبقية الأعضاء عبر رسائل إلكترونية. أما القسم الثاني في المنظمة فيختص بجمع المعلومات ويقوم بإدارته أعضاء في التنظيم من الهاكرز أو من غيرهم من المتعاونين معهم أو باستغلال أفراد من غير وعي منهم لجمع المعلومات عن الهدف المزمع مهاجمته وأنظمة الحماية الفنية والبشرية حوله وإمكانية تحديد الثغرات اللازمة للهجوم عليه ، اما القسم المالي بالمنظمة يعد من أهم أقسام المنظمة الارهابية الالكترونية ومن مهامه تحديد الكلفة المالية لكل عملية ارهابية ، ويقوم بتأمين ما تحتاجه من برامج ومعدات ، وتدوير الأموال المتحصل عليها واستثمارها ، بينما يطلق علي القسم الرابع قسم المهمات الخاصة وهذا القسم يقوده عتاة المجرمين الالكترونيين من الهاكرز الذين ينفذون عملياتهم الارهابية دون كشف هوياتهم أو ترك أدلة على أماكن تنفيذ الهجوم.وكشف الأمير العميد فيصل بن محمد خلال محاضرته ان المنظمات الإرهابية تعيش تحت ما يسمى مرحلة الاختفاء والكمون وهي المرحلة الحالية والتي شهدت اتفاقات دولية وتحالفات لمكافحة الارهاب بشأن مراقبة مواقع الانترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعي والحد من انتشار الفكر المتطرف الداعم للمنظمات الإرهابية، والتعاون في القبض على خلاياه في كل دول العالم؛ مما اضطر التنظيم يلجأ لأساليب الالكترونية أكثر أمانا وسرية ومن أهمها لجوئهم "للإنترنت الخفي" والذي يشكل حسب دراسات المختصين ما يقارب من 90-95% من مجموع مواقع شبكة الانترنت ويمكن تقسيمه الى قسمين هما الانترنت العميق والانترنت المظلم وذكر ان الانترنت العميق (deep internet) هو مجموعة من المواقع موجودة على شبكة الانترنت والتي لا يتم ارشفتها في قوقل ولابد للدخول بها استخدام شبكات أو برامج خاصة مثل TOR و FREENET ومن أهم مزاياها إخفاء هوية المستخدم وغيرها وحسب آراء الخبراء فإن المواقع التى تحتويها تشكل ما يقارب من 80-90% من مواقع شبكة الانترنت ، وظهرت هذه الشبكة نتيجة للرقابة الحكومية على الانترنت وأكثر عملائها من الخارجين على القانون. اما القسم الثانى من الانترنت الخفى فيطلق عليه الانترنت المظلم (DARK INTERNET) او ما يسمى بالشبكة المغلقة والمرتبطة بسيرفرات خاصة ومشفرة في الانترنت وتعتمد على التواصل مع أطراف موثوقة يتم دعوتها بشكل خاص ، وهذا النوع هو الأخطر على الأطلاق وتستخدمها استخبارات الدول في أعمالها السرية ، وتستخدمها بعض الشركات العملاقة ومراكز الأبحاث في تبادل أسرار تركيبات منتجاتها أو مصنوعاتها ، وتستخدمها المنظمات الإرهابية أيضاً في التواصل مع أعضائها وإجراء التعاملات المحظورة في مواقع الانترنت الخفي من شراء الاسلحة وتعليم صنع المتفجرات وغسل الأموال وغير ذلك.وقال الأمير الدكتور فيصل بن محمد إن أهداف المنظمات الإرهابية الإلكترونية تتلخص في عمليات ضد الأفراد مثل اختراق حسابات البريد الالكتروني أو الحسابات البنكية أو أي موقع الكتروني يشترك به شخصيات مستهدفة من قبل التنظيم من أجل جمع معلومات عنهم أو الحصول على وثائق صور ومقاطع يمكن من خلالها ابتزازهم مادياً أو تجنيدهم للحصول على معلومات تهم التنظيم ، ومن اهداف تلك المنظمات يكمن في عمليات التخريب المالي وغسل الأموال حيث يقوم الهكرز باستهداف برامج حماية الأنظمة المالية في الدولة سواء في البنك المركزي أو البنوك التجارية وفي حالة نجاحهم يحدث تغيير في أرقام الحسابات أو إضافة أموال لبعض الحسابات وتفريغ أخرى مما يحدث فوضى وسخط وقلق شعبي واحجام استثماري، كما ان من أهداف المنظمات السيبرانية المطاردة الالكترونية حيث أن أغلب الأجهزة الحديثة مرتبطة بالانترنت فالهاكرز الذي يستطيع اختراق أحدها يستطيع بالتالي متابعة تحركات الشخص وكل تفاصيل حياته.وفي نهاية المحاضرة شكر معالى مدير جامعة جازان الدكتور مرعي القحطاني سمو الأمير فيصل على ما قدمه من معلومات تعرض لأول مرة.
مشاركة :