كشفت دراسة جديدة أن الهواتف الذكية تطلق انبعاثات من شأنها أن ترفع درجة حرارة الأرض، وأنها أحد المسببات لمشكلة التغير المناخي إلى جوار الصناعات الثقيلة مثل البترول والتعدين وكذلك النقل. وذكرت الدراسة 6 عوامل تجعل من الهواتف والأجهزة اللوحية والشاشات والكمبيوترات وغيرها مساهمة في التغير المناخي. حقائق مخالفة للتوقعات دففي الواقع، يرى العديد من الخبراء العالم الرقمي لتقنية المعلومات والحاسب منقذنا المحتمل، مستبدلا العديد من الأنشطة الجسدية ببديل افتراضي قليل الكربون. لكن هذا ليس ما أشارت إليه الدراسة التي نشرت في مجلة Journal of Cleaner Production. فبعد إجراء جرد دقيق وشامل لمساهمات تقنية المعلومات والحاسب – بما في ذلك أجهزة مثل الحواسب الشخصية واللابتوبات وأجهزة المراقبة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية – وبنية أساسية مثل مراكز البيانات وشبكات الاتصالات، اكتشفت الدراسة أن المساهمة النسبية لتكنولوجيات المعلومات والحاسب في إجمالي الأثر العالمي يتوقع أن تزداد من حوالي 1% في 2007 إلى 3.5% بحلول 2020 وستصل إلى 14% بحلول 2040. وهذا أكثر من نصف المساهمة النسبية لكامل قطاع النقل في جميع أرجاء العالم. أثر الهواتف الذكية ربما أكثر نتيجة مثيرة للدهشة في الدراسة هي المساهمة غير المتكافئة للأجهزة الذكية بالنسبة لإجمالي أثر تكنولوجيات المعلومات والحاسوب. واكتشف الباحثون أنه من المتوقع لنسبة انبعاثات الهواتف الذكية أن تزداد من 4% في 2010 إلى 11% بحلول 2020، مما يقلل من المساهمات الفردية من الحواسب الشخصية واللابتوبات وشاشات الحاسوب. وقالت النتائج إن الانبعاثات الصادرة من الهواتف الذكية ستزيد من 17 إلى 125 ميجاطن من ثاني أكسيد الكربون لكل سنة في تلك الفترة الزمنية، أو زيادة قدرها 730%. نصيب الأسد من هذا الأثر (85 إلى 95%) لن يكون ناجما عن استخدام الجهاز فحسب، وإنما كذلك عن إنتاجه. وهذا يتضمن – بالإضافة إلى طاقة التصنيع – كذلك طاقة تعدين المواد للذهب والعناصر النادرة مثل الإيتريوم واللنثانوم وعناصر عديدة أخرى، والتي أصبحت متوفرة بشكل حصري من الصين فقط. استبدال الأجهزة القديمة بجديدة أحد الجوانب الأخرى المسببة في زيادة الأثر الكربوني هي إصدارات الهواتف التي تشجع المستخدمين على شراء هواتف ذكية كل سنتين، وهذا بالتالي يزيد من كمية النفايات. أما من ناحية البنية التحتية الأساسية، فتوقعت الدراسة أن يزداد الأثر الإجمالي لمراكز البيانات وشبكات الاتصالات من 215 ميجاطن من ثاني أكسيد الكربون لكل سنة في 2007 إلى 764 ميجاطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2020، حيث تمثل مراكز البيانات حوالي ثلثي إجمالي المساهمة. طريقة حل هذه المشكلة على المستوى المجتمعي، علينا أن نطالب بأن تشتغل جميع مراكز البيانات على الطاقة المتجددة، أما على المستوى الفردي: احتفظ بهاتفك الذكي لأطول فترة ممكنة، وعندما ترغب في الترقية، تأكد من أن تقوم بإعادة تدوير هاتفك القديم. للأسف 1% فقط من الهواتف الذكية هي التي يتم إعادة تدويرها حاليا. شركات البرامج تعزز الزيادة أخيرا، وربما الجانب الأكثر غرابةً من بين كل ما قيل، هو أن البرامج هي التي تعزز الزيادة الإجمالية في تقنية المعلومات والحاسوب، وهذا يتضمن البنية التحتية والأجهزة. فشركات البرامج مثل «جوجل» و«فيسبوك» و«أمازون» و«مايكروسوفت» و«ياهو» جميعها تتباهى بأضخم مراكز البيانات في العالم. الزيادة في هيمنة أنظمة تشغيل الهواتف، وهي نظام آبل iOS ونظام «جوجل أندرويد»، بالإضافة إلى ملايين تطبيقات الجوال التي بُنيت على هذه المنصات، قد ولدت عمرًا تكنولوجيًا. بعبارة أخرى، في حين أن الأجهزة هي التي تقوم بالجانب المضر، إلا أن البرامج هي التي تتخذ جميع التغييرات الجذرية. كيف تسهم الهواتف الذكية في التغير المناخي 01 17 إلى 125 ميجاطن من CO2 سنويا تطلقها الهواتف 02 95 % من الانبعاثات تنتج عن تصنيع الأجهزة 03 زيادة كمية النفايات بسبب إصدارات الهواتف كل عام 04 البرامج والتطبيقات تعزز تغير المناخ لأنها ضخمة وتحتاج لبنية تحتية وأجهزة عملاقة 05 1 % فقط من الهواتف الذكية يتم إعادة تدويرها حاليا 06 مراكز البيانات تشكل ثلث إجمالي انبعاثات الغازات الضارة
مشاركة :