تدشين جادة «الملك سلمان» يجمع قيادات «14 آذار» بعد انقطاع

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انطوت مناسبة افتتاح جادة الملك سلمان بن عبد العزيز عند الواجهة البحرية لوسط بيروت، على بُعد مهم يتمثل في إعادة وصل ما انقطع بين قيادات الصفّ الأول لقوى «14 آذار»، وهو ما ترجم بخلوة عقدت مساء أول من أمس (الثلاثاء) في فندق فينيسيا، وجمعت رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بحضور المبعوث السعودي نزار العلولا، ورسم اللقاء خريطة طريق قوى «14 آذار» للمرحلة المقبلة، خصوصا لما بعد الانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو (أيار) المقبل. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «خلوة الفينيسيا كانت أكثر من طبيعية»، مشيرا إلى أن الخلافات القائمة بين الحريري وجنبلاط وجعجع «تفصيلية ومرتبطة بمعايير الوضع الانتخابي، وليست استراتيجية»، مؤكدا أن «الاتفاق بينهم تام وشامل في القضايا الاستراتيجية، بدءا من سلاح (حزب الله) ودوره التخريبي في الداخل والخارج ورفض الدويلة، والوضع في سوريا والعلاقة مع العالم العربي والمجتمع الدولي»، لافتا إلى أن «تحالف (14 آذار) تداعى سياسيا، لكن بالفكر الاستراتيجي لا يزال قائماً». ولا يزال مبكرا معرفة نتائج تبديد الأجواء السلبية التي شابت علاقتهم منذ التسوية الرئاسية قبل سنة ونصف السنة، وأكد عقاب صقر المقرّب جدا من الرئيس سعد الحريري، أن «ضخّ الدم مجددا في جسم (14 آذار) السياسي، ينسجم مع مصالح لبنان، ومع نظرة العالم العربي للبنان في ظلّ التغيرات الاستراتيجية في المنطقة، ومنها الملف السوري»، مشددا على «دور لبنان المحوري إن لجهة الأزمة السورية، أو لتطويق دور (حزب الله) الذي يحدث خللا في الداخل، ويشكل مصدر تخريب في العالم العربي». وعكس اللقاء بين قيادات «14 آذار» ارتياحا لدى القواعد الشعبية لتيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وترجم بمواقف قياداتها، حيث أثنى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور، على أهمية اللقاء الذي يعقد للمرة الأولى منذ ستة أشهر، خصوصا بين الحريري وجعجع، لكنه لفت إلى أن «الاتصالات بينهما لم تنقطع وكذلك لقاءات الموفدين من الطرفين». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللقاء أعاد الأمور إلى طبيعتها بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع والنائب جنبلاط، وهو أول لقاء على هذا المستوى بين القادة الثلاثة من سنتين تقريباً، حيث غاب التنسيق بينهم على مستوى القضايا الوطنية». ولفت شارل جبور إلى أن اللقاء «انتهى إلى حرص واضح، على إعادة بناء جسور العلاقة بين أصحاب المشروع السيادي». وقال إن «المملكة العربية لم تتدخل ولن تتدخل بموضوع الانتخابات ولا في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية». ولفت إلى أنه «تم الاتفاق بين القادة الثلاثة (الحريري - جنبلاط - جعجع)، على عودة التنسيق بعد الانتخابات في كلّ العناوين الكبرى، انطلاقا من نظرتهم المشتركة إلى مشروع قيام دولة القوية، ذات السيادة المطلقة». وكانت لقاءات الحريري وجعجع توقفت منذ استقالة رئيس الحكومة من الرياض في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتردد أن مساحة الاختلاف توسعت غداة تسريبات إعلامية تحدثت عن اتهامات وتخوين بين الفريقين، لكن النائب عقاب صقر نفى وجود خلافات أو عمليات تخوين بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية» حتى في ذروة التباين، معتبرا أن «هذه التسريبات المغرضة كانت تصدر عن إعلام قوى الثامن من آذار فحسب». وذكّر بأن «الرئيس الحريري قال بوضوح، أنا أتحاور مع (حزب الله)، لأنه خصم، ولا أتحاور مع حليف استراتيجي مثل الدكتور جعجع، وهو أعاد التأكيد على أن معادلة س - س (سعد - سمير) تحمي البلد، والحريري يعمل لتوسعتها، وأن يدخل إليها الرئيس ميشال عون، وهو دخلها إلى حدّ ما، وشاهدنا تباينات (حزب الله) مع الوزير جبران باسيل في أكثر من محطة». من جهتها، عبّرت كتلة «المستقبل» النيابية عن تقديرها لـ«الاحتفال الوطني الجامع» الذي شهدته الواجهة البحرية مدينة بيروت بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على أحد أهم وأبرز الشوارع في الواجهة البحرية للمدينة، لافتة إلى أن «الاحتفال الوطني ضم مختلف رموز الأطياف والشخصيات السياسية والاجتماعية اللبنانية، مما يؤكد عمق ورمزية العلاقات العربية التاريخية والأخوية الوثيقة التي تربط بين السعودية ولبنان». واعتبرت الكتلة أنه يعبّر كذلك «عمّا يجول في وجدان الشعبين الشقيقين من محبة وتقدير وإدراك لأهمية تعزيز المصالح المشتركة التي تربط بينهما التي يؤمل منها أن تسهم في تقوية الجهود نحو تعزيز التضامن العربي ونحو استعادة بناء التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية». وخلال اجتماعها الأسبوعي نوهت الكتلة بإقرار الموازنة العامة لعام 2018 في المجلس النيابي «في هذا التوقيت خاصة وقبيل انعقاد مؤتمر سيدر في باريس»، لافتة إلى أنه «من شأن هذا الإنجاز إعطاء صورة إيجابية عن عزم لبنان على استعادة الانتظام والانضباط في أوضاعه المالية، وأيضا توجيه رسالة جادة وقوية عن توجهه وعزمه على التقدم على مسار إقرار وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية على مختلف الصعد المالية والإدارية من أجل تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والنقدي والاجتماعي في لبنان». كما استنكرت الكتلة «القمع الوحشي الإجرامي الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لقمع تعبيره السلمي والإنساني لمناسبة يوم الأرض الذي أسفر حتى الآن عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى»، وشجبت «الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية وباقي المناطق السورية التي ما تزال تتعرض للتدمير والإبادة وللتهجير بهدف التغيير الديموغرافي بشكل وحشي لم تشهده الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية».

مشاركة :