قلما ينطبق لقب المجدد على قائد في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن هذا اللقب «المجدد»؛ هو الأقرب والأكثر التصاقا بشخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي فعلا أثبت الجرأة والقدرة على التغيير والتجديد على المستويات كافة، وخصوصا في العالم العربي.إن مشروع ولي العهد محمد بن سلمان بعملية إحياء وإنعاش للحياة الفكرية والثقافية في المملكة العربية السعودية عمل مهم جدا على الصعيد التاريخي للعالم العربي، ذلك أن المملكة العربية السعودية التي أسسها الملك المرحوم عبدالعزيز كانت إنجازا استثنائيا، ومرة أخرى يثبت الأمير محمد بن سلمان أنه في مرحلة استثنائية، وبينما كان العالم العربي يتقسم إلى إمارات صغيرة ودولة فقيرة ومشرذمة كان الملك يؤسس لدولة واسعة توحد تحتها كل ذلك التناقض الكبير في المجتمع والبيئة. ثم جاءت عجلة التنمية والبناء لتكمل تأسيس واحدة من أهم الدول على مستوى العام على المستويين الاقتصادي والبنيوي. ولكن، شيء ما كانت تحتاجه مسيرة التنمية والبناء والتطوير في السعودية، وهو الانعتاق من التقليدية والنمطية، وهذا ما أدركه ولي العهد وهذا ما بدأ به مسرعا محاولا القفز وراء كل معوق مستغلا أساسات هذه الدولة العظيمة التي كانت مواردها في غير محلها - في بعض المواقع - بين أياد فاسدة ضربها بيد من حديد وفكر تقليدي تم التعامل معه، فضلا عن ترهل إداري، كل هذه المعطيات كانت محط اهتمام ولي العهد وتم نسفها جذريا، ليكون عمل ولي العهد مضرب مثل تاريخي في العصر الحديث.إذا ما كانت السعودية بخير فكل العرب بخير، هذه قاعدة مهمة يجب أن نتكاتف حولها في العالم العربي ويجب أن نكون عونا لأشقائنا في المملكة، داعمين تلك الرؤية التنموية لمقام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. إن تدفق المال وإزالة الحدود وبناء السلام وإشغال الناس بفرص عمل عظيمة لهو أمر مهم للمستقبل، مستقبلنا جميعا في تلك المنطقة العربية المتعبة من الحروب والتخلف.* عضو مجلس الشعب السوري سابقاً ورئيس الجمعية الوطنية السورية المعارضة
مشاركة :