رونالدو يستعرض ويضع ريال مدريد على مشارف العبور للنصف النهائي

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

تورينو (إيطاليا) - بات البرتغالي كريستيانو رونالدو (33 عاما) أول لاعب يسجل خلال عشر مباريات على التوالي في المسابقة الأوروبية، ورفع رصيده إلى 119 هدفا في تاريخ دوري الأبطال. إلا أن اللمحة الأبرز التي طبعت أمسية مدينة تورينو الإيطالية، كانت الهدف الثاني الذي سجله رونالدو، عبر ركلة مقصية خلفية ارتقى لها عاليا، وسددها بدقة في مرمى الحارس الأسطوري ليوفنتوس جانلويجي بوفون الذي لم يحرك ساكنا في مواجهتها. وساهم رونالدو في اقتراب ريال، حامل اللقب في الموسمين الماضيين، بشكل كبير من حجز بطاقته إلى الدور نصف النهائي. وكانت الإشادة الأولى بالبرتغالي من مدربه الفرنسي زين الدين زيدان الذي اعتبر أن هدف رونالدو كان “أحد أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم”. وكان رونالدو قد سجل الهدف الأول لفريقه بعد مرور أقل من ثلاث دقائق، ليلاقى بصافرات استهجان من مشجعي فريق “السيدة العجوز”. إلا أن المشجعين أنفسهم لم يجدوا سبيلا سوى التصفيق لرونالدو بعد هدفه الثاني الذي أتى إثر تمريرة من داني كارفاخال. ورد البرتغالي التحية بمثلها، واضعا يده على قلبه وملوحا بيده الأخرى كعلامة امتنان للمشجعين. واعتبر كارفاخال أن “تصفيق الجماهير لكريستيانو يقول كل شيء”. ورأى زيدان الذي عرف كيف يقسط جهود لاعبه الأبرز، ويريحه كلما دعت الحاجة للحفاظ على جاهزيته البدنية حتى المراحل الحاسمة، أن “رونالدو يقوم بأشياء وحده بإمكانه فعلها”. والتقطت كاميرات البث التلفزيوني ردة فعل زيدان على الهدف، إذ قام بوضع يده على رأسه وعلى وجهه عبارات تظهر عجزه عن التصديق. وتابع الفرنسي مازحا “قد لا يكون أجمل من الهدف الذي سجلته في غلاسكو” في إشارة إلى هدف الفوز الذي سجله في مرمى باير ليفركوزن الألماني (2-1) عام 2002، بتسديدة رائعة بقدمه اليسرى، منح من خلاله ريال لقبه التاسع في دوري أبطال أوروبا. أضاف زيدان “أنا المدرب ولكني أيضا عاشق للكرة المستديرة، وعندما أشاهد مثل هذه الأهداف يمكنني التأكيد لماذا رونالدو هو مختلف عن الآخرين”. ويبقى رونالدو على سلسلة من 19 هدفا سجلها في مبارياته التسع الأخيرة بقميص الريال، رافعا رصيده إلى 28 هدفا في 2018، وهي إنجازات قال زيدان نفسه إنها تدفعه إلى الغيرة من لاعبه. وسجل رونالدو 16 هدفا في مبارياته الـ10 الأخيرة في دوري الأبطال، منها 14 هدفا هذا الموسم وهدفان في نهائي 2017 أمام يوفنتوس (4-1). رونالدو يحافظ على سلسلة من الأهداف (19 هدفا) سجلها في مبارياته الأخيرة بقميص الريال، رافعا رصيده إلى 28 هدفا وأضاف زيدان الذي أمضى خمسة مواسم مع يوفنتوس كلاعب من 1996 إلى 2001، أن “جماهير اليوفي صفقت لرونالدو ولكن لفريقه أيضا. ما حصل جميل ولا يمكنك أن تشاهده في كل الملاعب”. وفي سياق متصل واصل زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، ترسيخ عقدته للفرق الإيطالية، والتي تجلت على مدار العامين الماضيين في البطولات الأوروبية. وقدم “زيزو” واحدة من أفضل مبارياته. لكن إسقاط كبار إيطاليا ليس جديدا على زيدان، فذلك هو ما دأب عليه الفرنسي منذ تولى قيادة ريال مدريد فنيا في 4 يناير 2016 بدلا من رافائيل بينيتيز. وقد بدأ زيدان مسلسل تفوقه على الفرق الإيطالية، بمواجهة روما في دور الـ16 لدوري الأبطال، خلال موسم 2015-2016. وحينها تفوق الفريق الملكي بذات النتيجة، ذهابا وإيابا (2-0)، ليمضي الريال بعدها نحو التتويج بلقبه الـ11 في البطولة. وفي دور الـ16 من النسخة الماضية كرر زيدان كذلك انتصاره على نابولي ذهابا وإيابا (3-1). وكان هذا قبل أن يصطدم المدرب الفرنسي بفريقه السابق يوفنتوس في النهائي بمدينة كارديف الويلزية، ليسحق “السيدة العجوز” برباعية مقابل هدف وحيد. وجاءت الطامة الكبرى لليوفي، أمس، عندما تكبد الخسارة الأكبر على ملعبه في دوري الأبطال منذ 19 عاما والأكبر عموما في ملعبه الجديد الذي تم تدشينه في عام 2011. كرة القدم استعراض أقر المدرب الإيطالي لفريق يوفنتوس ماسيميليانو أليغري بأنه دهش من قدرة رونالدو على تغيير أسلوب لعبه وهو في سن الـ33 وليتأقلم مع تراجع سرعته وقدرته على تجاوز منافسيه لتقدمه بالسن. وقال “لا أعرف ما إذا كان هدف رونالدو هو الأفضل في تاريخ كرة القدم ولكنه بالتأكيد هدف استثنائي ولا يمكنني سوى أن أهنئه على ما يقوم به حاليا”. وأكد المدرب الإيطالي أن تصفيق جماهير يوفنتوس لرونالدو ولفريق ريال مدريد هو درس جميل إلى العالم بأسره، معتبرا أن “كرة القدم هي استعراض وعندما يكون داخل المستطيل الأخضر 22 أو 30 لاعبا على أعلى المستويات وترى تسديدة مثل هذه، من الجميل أن تصفق الجماهير”. وسجل رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات في المواجهات الست الأخيرة ضد حارس يوفنتوس بوفون الذي قال “لقد شاهدنا من هو رونالدو وماذا كان عليه دائما، هو لاعب خارق على أعلى المستويات وهو إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي، يستحق أبرز الإنجازات”. أضاف “هذا يعني أن بالإمكان أن نقارنهما (رونالدو وميسي) مع مارادونا وبيليه لقدرتهما على تحديد مصير المباريات وقيادة فريقيهما للفوز بالألقاب”. أما المدافع الإيطالي أندريا بارزالي فقال “عندما تلعب أمام أحد أفضل اللاعبين في العالم على غرار كريستيانو رونالدو، تحتاج إلى الكمال. في حال تركت مساحات فارغة يعاقبك ومن ثم يخترع هدفا يبقى في ذاكرة عالم كرة القدم وفي التاريخ. من المؤسف أنه حقق ذلك أمامنا”. اللعب في المريخ لم تقتصر الإشادات على عالم كرة القدم، بل شملت أيضا نجم كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس، والدراج الإسباني مارك ماركيز بطل العالم في فئة “موتو.جي.بي” والمعروف عنه تشجيعه لغريم الريال، برشلونة. أما المدافع السابق لريال ألفارو أربيلوا فقال عبر “تويتر”، “في إمكان رونالدو أن يغادر الكرة الأرضية لكي يلعب ضد سكان المريخ. لقد فعل كل شيء بهذا الهدف”. أما الإنكليزي غاري لينيكر، هداف مونديال المكسيك 1986 والمعلق الحالي لشبكة “بي.تي” الرياضية، فقال عبر مواقع التواصل “لقد شاهدت العديد من الأهداف في حقبتي، ولكن بالتأكيد هدف رونالدو يحبس الأنفاس”. وقال المهاجم الإنكليزي السابق بيتر كراوش عبر “تويتر” بمزيج من الفكاهة والجدية، “القليل منا يمكنهم فعل ذلك”، في إشارة إلى هدف مشابه سجله كراوش عندما كان لاعبا في صفوف ليفربول.

مشاركة :