اعتبر البرتغالي كريستيانو رونالدو أن الهدف الذي سجله بتسديدة مقصية خلفية لصالح ريال مدريد الأسباني في مرمى يوفنتوس الإيطالي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، هو «أفضل أهدافي على الإطلاق». وقاد رونالدو (33 عاماً) الريال حامل اللقب في الموسمين الماضيين، للفوز على مضيفه (3-صفر) الثلاثاء في ذهاب الدور ربع النهائي. ولقي هدفه، الثاني الشخصي ولفريقه، إشادة واسعة من محبيه وخصومه على السواء، لاسيما مشجعي يوفنتوس الذين صفقوا له احتراماً. واعتبر مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان أن هذا الهدف كان من الأجمل في تاريخ كرة القدم وقال اللاعب البرتغالي: «الهدف كان مذهلاً، قفزت عالياً جداً. بالطبع كان هدفاً سيبقى في الذاكرة، وأحاول منذ وقت طويل جداً تسجيل هدف بهذه الطريقة. نظراً لظروف المباراة، خطرت لي الفكرة وسددت الكرة. في مرات أخرى، كنت أسدد الكرة بطريقة سيئة، لكن يجب أن أحاول دائماً. حاولت (الثلاثاء) وسجلت» في مرمى الحارس الأسطوري جانلويجي بوفون. كما لقي الهدف تحية الجمهور الإيطالي الذي صفق لرونالدو أثناء احتفاله، بينما رد الأخير التحية بأجمل منها، وحيا الجمهور واضعاً يده على قلبه. وعلق رونالدو على ذلك بالقول: «أنا متأثر جداً. يوفنتوس كان دائماً فريقاً كبيراً وكنت معجباً به في صغري، وعندما يقوم مشجعون كهؤلاء بالتصفيق لك، فهذا أمر يبقى محفوراً في القلب». وسجل رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، أكثر من 600 هدف في مسيرته التي تنقل فيها بين أندية سبورتينغ لشبونة البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي والريال، إضافة إلى المنتخب الوطني البرتغالي. وبات أول لاعب يسجل خلال عشر مباريات على التوالي في المسابقة الأوروبية، ورفع رصيده إلى 119 هدفاً في تاريخ دوري الأبطال. والتقطت كاميرات البث التلفزيوني ردة فعل زيدان على الهدف، إذ قام بوضع يده على رأسه، وعلى وجهه عبارات تظهر عجزه عن التصديق. وتابع الفرنسي ممازحاً: «ربما لا يكون أجمل من الهدف الذي سجلته في غلاسكو» في إشارة إلى هدف الفوز الذي سجله في مرمى باير ليفركوزن الألماني (2-1) عام 2002، بتسديدة «على الطاير» بقدمه اليسرى، منح من خلاله الريال لقبه التاسع في دوري أبطال أوروبا.. أنا المدرب ولكني أيضاً عاشق للكرة المستديرة، وعندما أشاهد مثل هذه الأهداف يمكنني التأكيد لماذا رونالدو هو مختلف عن الآخرين». ويبقى رونالدو على سلسلة من 19 هدفاً سجلها في مبارياته التسع الأخيرة بقميص الريال، رافعاً رصيده إلى 28 هدفاً في 2018، كما سجل 16 هدفاً في مبارياته الـعشر الأخيرة في دوري الأبطال، منها 14 هدفاً هذا الموسم وهدفان في نهائي 2017 أمام يوفنتوس (4-1). أضاف زيدان: «جماهير اليوفي صفقت لرونالدو ولكن لفريقه أيضاً. ما حصل جميل ولا يمكنك أن تشاهده في كل الملاعب». أليغري مندهش المدرب الإيطالي لفريق يوفنتوس ماسيميليانو أليغري أقر بأنه دهش من قدرة رونالدو على تغيير أسلوب لعبه وهو في سن الـ33 وليتأقلم مع تراجع سرعته وقدرته على تجاوز منافسيه لتقدمه بالسن وقال: «لا أعرف ما إذا كان هدف رونالدو هو الأفضل في تاريخ كرة القدم، ولكنه بالتأكيد هدف استثنائي، ولا يمكنني سوى أن أهنئه على ما يقوم به حالياً». وأكد المدرب الإيطالي أن تصفيق جماهير يوفنتوس لرونالدو ولفريق ريال مدريد هو درس جميل إلى العالم بأسره، فـ «كرة القدم هي استعراض وعندما يكون داخل المستطيل الأخضر 22 أو 30 لاعباً على أعلى المستويات وترى تسديدة مثل هذه، من الجميل أن تصفق الجماهير». وسجل رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، في المواجهات الست الأخيرة ضد حارس يوفنتوس بوفون الذي قال: «لقد شاهدنا من هو رونالدو وماذا كان عليه دائماً، هو لاعب خارق على أعلى المستويات، وهو إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي، يحقق أبرز الإنجازات.. هذا يعني أن بالإمكان أن نقارنهما (رونالدو وميسي) مع مارادونا وبيليه لقدرتهما على تحديد مصير المباريات وقيادة فريقيهما للفوز بالألقاب». أما المدافع الايطالي أندريا بارزالي فقال: «عندما تلعب أمام أحد أفضل اللاعبين في العالم على غرار كريستيانو رونالدو، تحتاج إلى الكمال. في حال تركت مساحات فارغة يعاقبك ومن ثم يخترع هدفاً يبقى في ذاكرة عالم كرة القدم وفي التاريخ. من المؤسف أنه حقق ذلك أمامنا». ولم تقتصر الإشادات على عالم كرة القدم، بل شملت أيضاً نجم كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس، والدراج الإسباني مارك ماركيز بطل العالم في فئة «موتو جي بي» والمعروف عنه بتشجيعه لغريم الريال، برشلونة. أما الإنجليزي غاري لينيكر، هداف مونديال المكسيك 1986 والمعلق الحالي لشبكة «بي تي» الرياضية، فقال عبر مواقع التواصل «لقد شاهدت العديد من الأهداف في حقبتي، ولكن بالتأكيد هدف رونالدو يحبس الأنفاس». وقال المهاجم الإنجليزي السابق بيتر كراوش عبر «تويتر» بمزيج من الفكاهة والجدية، «القليل منا يمكنهم فعل ذلك»، في إشارة إلى هدف مشابه سجله كراوش عندما كان لاعباً في صفوف ليفربول.
مشاركة :