ما هي الخطوط الحمراء ؟!

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

اللون الأحمر له في حياتنا مكانة وهيبة، فهو عادةً ما يُستخدم للإنذار أو التحذير أو للتنبيه أو للفت الانتباه، وأحياناً يُستخدم للطرد والإيقاف، فهو لون صارخ تكاد تسمع منه الصوت كلما ظهر في مكانٍ ما، ونحن نسمع في كثير من الأحيان مقولة: (تجاوز الخطوط الحمراء)، وهذه المقولة للأسف لا يوجد لها تعريف واضح أو دقيق، أو نص متفق عليه. التصريحات الإعلامية والتي قدَّمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لصحيفة «ذا أتلانتيك الأمريكية» أوضح في جزء منها -والذي قامت بنشره صحيفة «سبق» الإلكترونية- ما هي تلك الخطوط الحمراء، وعرَّفها بشكلٍ لا يدعو للشك أو الغموض.. ولكنه أكد قبل ذلك بأن هناك حرية تعبير كبيرة يتمتع بها الشعب السعودي، وحرية وصول لجميع وسائل التواصل الاجتماعية، فيمكن للمرء في السعودية فعل أي شيء يريده، وأن يكتب عن ما يريد، ويتحدَّث بما يريد، طالما ابتعد عن تلك الخطوط الحمراء. الخطوط الحمراء التي حدَّدها سموه كانت «الخط الأول هو الإسلام، فلا يمكنك تشويه سمعة الإسلام أو التجاوز عليه، والخط الثاني -للتوضيح-، في أمريكا مثلاً، يمكنك انتقاد شخص وشركته أو وزير ووزارته، بينما في السعودية يمكنك انتقاد وزارة وشركة، ولكن بناءً على ثقافة السعوديين، فإنهم يرفضون التجاوزات الشخصية، ويؤمنون بضرورة الابتعاد عن شخصنة الأمور، هذا جزء من الثقافة السعودية». وتابع: «الخط الثالث هو الأمن القومي، فنحن في منطقة لا تحيط بها المكسيك وكندا والمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، بل لدينا تنظيم داعش والقاعدة وحماس وحزب الله والنظام الإيراني..؛ لذا فأي شيء قد يمس الأمن القومي، لا يمكننا المخاطرة به في السعودية، فلا نريد أن نرى الأمور التي تحدث في العراق تحدث في السعودية». وأضاف سموه: «بخلاف ذلك، فالشعب يمتلك الحرية للقيام بما يحلو له، على سبيل المثال، لم نحجب تويتر، أو إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك وسناب شات، جميعها متاحة لكل السعوديين، لدينا أكبر نسبة من الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم. في إيران يقومون بحجب مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى. السعوديون لديهم حرية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم». الخطوط الحمراء واضحة للكثير ومعروفة، وها هو سمو الأمير يُوضِّحها وبشكل تفصيلي وبالأمثلة، غير أن البعض لا يزال مصاباً بعمى الألوان، ويأبى أن يتعالج منه أو يسعى للعلاج، وليس ذلك لعدم توفُّر العلاج، بل لأنه في الحقيقة مصاب بعمى البصر والبصيرة، ولا ينظر إلى ما هو أمامه واضحاً بيّناً، بل يعمد ليتلقف الإشاعات وغيرها من الأخبار من مصادر غير موثوقة.

مشاركة :