سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الضوء على سعي مسؤولي البيت الأبيض لتهدئة المخاوف من احتمال اندلاع حرب تجارية مع الصين، وذلك بعد ساعات من إعلان بكين بأنها سترد على التصعيد التجاري، معلنة عن خطط لفرض رسوم جديدة على عشرات البضائع الأمريكية.ونقلت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم /الخميس/ - عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن التعريفات الجمركية التي اقترحتها الإدارة الأمريكية ما هي إلا "تهديد" يهدف في نهاية الأمر إلى مساعدة الاقتصاد الأمريكي، وليس إلى إلحاق الضرر به.وأفادت الصحيفة بأن إصرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن مسألة اندلاع حرب تجارية ليست أمرا وشيك الحدوث، يأتي في وقت تنتهج فيه واشنطن وبكين استراتيجية المعاملة بالمثل، ما أسفر عن حدوث تقلبات كبيرة في أسواق البورصة من هونج كونج إلى نيويورك. ولفتت إلى انحصار الصين والولايات المتحدة الآن في اختبار الشجاعة المحفوف بالمخاطر، وسط احتمالات لانحراف الانتعاش الاقتصادي العالمي عن مساره وتعطيل سلاسل الإمداد الدولية وزعزعة استقرار الاقتصاد الصيني الذي لا يزال مثقلا بالديون.وجدد مسؤولو البيت الأبيض ضرورة أن توقف الصين الممارسات التجارية "غير العادلة" التي يعتقد ترامب أنها تضر بالشركات والعمال الأمريكيين، لكنهم استبعدوا احتمالية سريان التعريفة الجمركية على البضائع الصينية والتي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار.ونقلت الصحيفة الأمريكية عن لاري كودلو، مستشار ترامب الاقتصادي، قوله "ليس هناك حرب تجارية هنا"، مشيرا إلى أن تهديد التعريفات "مجرد أول اقتراح" ضمن عملية تشمل مفاوضات ومحادثات عبر قنوات خلفية، مضيفا "أتفهم قلق سوق الأسهم، ولكن من ناحية أخرى لا تبالغوا في ردود فعلكم".ورغم ذلك، لا يزال كبار المسؤولين الأمريكيين منقسمين خلف الكواليس حيال نهج الإدارة الأمريكية، في الوقت الذي تنتقل فيه الولايات المتحدة والصين إلى مرحلة المفاوضات عالية المخاطر، إذ تشمل هذه المفاوضات مدى الاستمرار في معاقبة الصين، فضلا عن أنواع التنازلات التي ينبغي على البيت الأبيض قبولها لتجنب اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد ومدمرة.واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصين سترضخ للضغوط الأمريكية وتجري تغييرات مهمة في اقتصادها، أو ما إذا كانت استراتيجية البيت الأبيض ستدفع واشنطن وبكين إلى حرب تجارية قد تضر بالبلدين.
مشاركة :