(أنحاء) – خضراء الزبيدي :-بسبب الحالات المتكررة التي مرت عليه، حذر الدكتور “بادي العنزي” استشاري طب الأطفال في أكثر من مناسبة من التسمم بخوافض الحرارة “الباراسيتامول” مؤكدا أن ذلك قد يؤدي لفشل كبدي حاد يصعب علاجه.واعتبر الدكتور “العنزي” أن أحد الأسباب في انتشار هذا النوع من التسمم هو توفره في كل منزل، والطفل عندما يبدأ في المشي واستكشاف البيئة المحيطة حوله يكون عرضة لابتلاع الأدوية والتسمم بها ومن أشهرها “الباراسيتامول”.كما أنه قد يحدث التسمم في حال قام الوالدان بإعطاء الطفل جرعات عالية من العلاج سواء عبر الفم أو التحاميل بسبب ارتفاع الحرارة خصوصا لو كانت المدة بين الجرعات أقل من ٤ ساعات. وعن الأعراض قال الدكتور بادي، في اليوم الأول يعاني الطفل من الغثيان والاستفراغ والتعب العام والتعرق، وفي اليوم الثاني والثالث يعاني الطفل من ألم في البطن وقلة في التبول.أما بعد اليوم الثالث فترتفع انزيمات الكبد بشدة مع الغثيان والاستفراغ دما، وبعد اليوم الرابع يحدث للطفل فشل كبدي وفي هذه المرحلة قد يكون من الصعب علاج الطفل وفي بعض الحالات يحتاج الى زراعة كبد عاجلة بسبب الفشل الكبدي الشديد.أخطاء شائعةوأضاف استشاري طب الأطفال، إن بعض الممارسات و الأخطاء الشائعة ساهمت بشكل كبير في انتشار هذا النوع من التسمم، قائلا: أبرز الأخطاء التي تحدث في التسمم بالباراسيتامول هي عدم حفظ العلاج في مأمن من الأطفال وتركه عرضة في متناول يد الطفل خصوصا مع إضافة النكهات إلى العلاج الأمر الذي يشجع الطفل على تناول العلاج بمفرده والتسمم به.ومن الأخطاء أن يقوم الوالدان بإعطاء جرعات عالية من العلاج حيث أن الجرعة يجب أن تحسب بدقة متناهية وزيادتها تؤثر على الكبد، فبعض الآباء والأمهات يعطي العلاج بالفم وبالتحاميل في نفس الوقت لتقليل الحرارة أو يعطي العلاج في فترات متقاربة جدا وهذا خطأ.وأضاف: “من الأخطاء التي لوحظت أن بعض الشركات لا تحدد الجرعة المطلوبة في نشرة العلاج حسب الوزن بالكيلو بل تضع الجرعة حسب العمر وهذا خطأ كبير حيث أن أوزان الأطفال تتراوح وليست ثابتة كما أن بعض الشركات تصنع العلاج بعدة تراكيز ولا يوضح ذلك في نشرة الاستخدام”.ومن الأخطاء أيضا أن يصرف الصيدلي أو الطبيب الجرعة بدون حساب وزن الطفل .وعن الطريقة المثلى لتعاطي هذا الدواء للأطفال قال الدكتور، إن الباراسيتامول من الأدوية الفعالة لتقليل الحرارة ومكافحة الألم ويمكن استخدام بديل آخر وهو البروفين بالتناوب في حال الحرارة اذا كان الطفل أكبر من ٦ أشهر، كما ينصح الأهل باستخدام الكمادات لتقليل الحرارة و مراجعة الطبيب لمعرفة سبب الحرارة وعلاجه فقد يكون التهاب ويحتاج مضاد حيوي مثل التهاب البول أو الدم أو الحمى الشوكية لا سمح الله، ويبقى الأمر الهام احتساب الجرعة حسب الوزن بالكيلو سواء للبروفين أو الباراسيتامول.كما حذر من إعطاء نفس العلاج بالفم والتحاميل في نفس الوقت حيث يعتبر ذلك جرعة مضاعفة، وأن تتراوح فترة استخدام العلاج من ٤ الى ٦ ساعات على الأقل.وأكد الدكتور بادي أن الحضور المبكر للطواريء يقلل من المضاعفات بإذن الله في حال ظهور أعراض التسمم، مؤكدا أن الطفل يستجيب للأدوية الخاصة بتقليل امتصاص العلاج بالجسم ومنها الشاركول.وقال : في الطوارىء يتم عمل تحاليل وظائف الكبد والكلى وقياس نسبة العلاج في الدم للتأكد من التسمم والاتصال بمركز السموم لاستشارة المختصين على مدار الساعة وفي بعض الحالات يضطر الطبيب لبدء العلاج بالوريد وتنويم الطفل تحت الملاحظة السريرية لحين تحسن وضعه الصحي .وتحدث الدكتور عن حالات عايشها فقال: مرت علي العديد من حالات التسمم بالعلاج وأكثرها بسبب عبث الأطفال وجهلهم حيث يجد العلاج في متناول يده ، والحمد لله فغالبية حالات التسمم يتم التعامل معها على الوجه الأمثل إلا أنه في بعض الحالات النادرة يتأخر الطفل للوصول للمستشفى بعد دخوله في مرحلة الفشل الكبدي وفي هذه المرحلة يصعب علاجه ويحتاج تنويم في العناية المركزة وقد يكون زراعة الكبد العاجلة هو أمله الوحيد في الحياة .ووجه الدكتور العنزي في نهاية حديثه عددا من النصائح للوقاية من التسمم:* يجب حفظ العلاج بعيدا عن متناول يد الأطفال.* استخدام الجرعة المناسبة حسب الوزن وليس العمر واستشارة الطبيب والصيدلي لحساب الجرعة .* في حال التسمم يجب احضار الطفل في أسرع وقت للطوارىء حتى نتجنب المضاعفات الخطيرة كالفشل الكبدي .* أنصح الشركات بوضع النشرات الداخلية للعلاج حسب الوزن حتى لا يتعرض أطفالنا للتسمم فنضرهم من حيث لا نعلم .
مشاركة :