أكد المستشار النمساوي سباستيان كورز، دور بلاده الحيادي في المشهد الدولي، موضحًا أن هذا الحياد هو السبب في رفض النمسا المشاركة في موجة طرد الدبلوماسيين الروس، التي وقعت بضغط من بريطانيا على خلفية تسميم الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال.وقال كورز - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية - "لدينا علاقات جيدة مع روسيا الآن، فنحن دولة حيادية تحتضن مقار منظمات دولية عدة مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ويأتي هنا مئات الدبلوماسيين لإجراء محادثات على أرض محايدة، لذا يمكننا أن نعزز دورنا كجسر يربط بين الدول".وأضاف أن النمسا قصرت رد فعلها على استدعاء سفيرها في روسيا لإجراء مشاورات معه، في استغلال لهذه اللفتة من أجل إظهار التضامن مع بريطانيا وإدانة روسيا، مما وضع النمسا ضمن قائمة الدول الأوروبية التسع التي لم تقم بطرد أي دبلوماسي.وكانت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنيسل، صرحت في وقت سابق بأن فيينا على استعداد - إن طُلب منها - أن تعمل كوسيط بين روسيا والغرب فيما يخص الخلاف الدائر بينهما عقب حادث تسميم سكريبال، موضحةُ أن من المهم إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة للحوار.وجاء هذا القرار قبل أن تتولى النمسا رئاسة الاتحاد الأوروبي، وواجه حالة من الغضب في التكتل الأوروبي والنمسا وحتى داخل حزب الشعب النمساوي الذي يرأسه كورز.يُذكر أن بريطانيا طردت أكثر من 20 دبلوماسيا روسيا، كما دعت بلدان أخرى لاتخاذ الإجراءات ذاتها. واتبعت أكثر من 25 دولة قرار بريطانيا بطرد الدبلوماسيين الروس بما فيها غالبية دول الاتحاد الأوروبي، وعدة دول أوروبية أخرى بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.وفي المقابل، طردت روسيا دبلوماسيي الدول التي شاركت في عملية طرد الدبلوماسيين الروس.
مشاركة :