أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرّمة دوليًّا ضد المشاركين في مسيرات العودة السلمية، الجمعة الماضي، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، موضحة أنها رصدت تعمّد قوات الاحتلال استخدام القوة المفرطة بحق المدنيين، دون الالتفات إلى سلمية ومدنية المسيرة والاعتصامات. وقال جميل سرحان، مدير برنامج الهيئة المستقلة، خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس في مدينة غزة، “إن مسيرات العودة السلمية هي فعل مدني وليس عسكري، يشارك فيه مدنيون لا محاربون، وأن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة محرمة دوليًا كالرصاص المتفجر، بهدف إحداث إعاقات لدى المتظاهرين، وتعمد قتلهم من خلال استهدافهم بشكل مباشر”، مؤكدا أن معظم الإصابات تركزت في الجزء العلوي من الجسد، وتحديدا الرأس والرقبة والصدر. ودعا سرحان المجتمع الدولي للتدخل لحماية المواطنين، ومنع الاحتلال من التفرد بهم على مرأى ومسمع العالم، مضيفا “في استهتار وعدم اكتراث لكل القيم والضوابط والمعايير الإنسانية والقانونية والأخلاقية، التي دفع العالم الحر ثمنا باهظا لإقرارها وحمايتها وتعزيزها”. وطالب سرحان مجلس حقوق الإنسان واللجان المنبثقة عن الأجسام التعاقدية المناط بها حماية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية القيام بدورها القانوني والإنساني، لمنع تلك الانتهاكات وتحميل الاحتلال المسؤولية عن استمرارها، وتمكين المواطنين الفلسطينيين من حقهم في التجمع السلمي. وبحسب الهيئة، فإن إسرائيل قتلت 20 مواطنا وجرحت ما يزيد عن 1517 آخرين، منهم 815 بالرصاص الحي والمتفجّر، و154 بالرصاص المطاطي، و425 بقنابل الغاز، فيما أصيب نحو 200 طفل و60 سيّدة. ومن جهته، قال المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عصام يونس، “نحن شعب تحت احتلال، ونحن أصحاب حق، وكل ما نريده هو الحصول على حقوقنا المشروعة”. وحذر يونس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استمرارها في استخدام القوة المفرطة تجاه المدنيين والمتظاهرين العزل ومنع ارتكاب جرائم، داعيا بنفس الوقت إلى احترام معايير استخدام القوة بحق المشاركين في تلك المسيرات السلمية. وطالب بتغيير كل قواعد الاشتباك في الأراضي الفلسطينية، “لأنها أراض محتلة بامتياز قبل وبعد أوسلو وستستمر، إلا أن يتمكن الفلسطينيون من حقوقهم المشروعة، وعلى رأسهم الحق بتقرير مصيرهم والحق في العودة”. ودعا العالم الحر إلى التدخل لصالح المدنيين الفلسطينيين لوقف “ما هو مخطط لارتكابه بحق الشعب الفلسطيني”، وأضاف: “نتوجه من خلالكم لأصحاب الضمائر ولكل شرفاء العالم للضغط على الاحتلال لعدم القيام بأعمال القتل غدا في أثناء مواجهته للمسيرات السلمية المزمع تنظيمها، وأن يحترم القانون الدولي”.