ارتفعت الأسهم الأميركية خلال تداولات الأربعاء مدعومة بانتعاش القطاع التكنولوجي، وذلك بعد خسائر حادة سجلتها المؤشرات الرئيسة عند افتتاح الجلسة، بفعل مخاوف النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. أعلنت الصين أمس الأول فرض رسوم حماية على العديد من المنتجات الأميركية بقيمة 50 مليار دولار، وذلك في أول رد على الرسوم التي أعلنتها الولايات المتحدة الأميركية. وتشمل هذه الرسوم الصويا والذرة والسيارات ومنتجات كيماوية وبتروكيماوية. وتتضمن القائمة التي اطلعت عليها «أرقام» نحو 106 منتجات، من بينها منتجات بتروكيماوية مثل البولي إيثيلين، والـ PVC، والأكريليك، والأيبوكسي. وقالت وزارة التجارة الصينية إنها ستفرض رسوم حماية قدرها 25 في المئة على الواردات الأميركية من البولي إيثيلين منخفض الكثافة والبولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي، والـ PVC ومنتجات بتروكيماوية أخرى. وتعد شركات البتروكيماويات السعودية والشركات الأميركية أكبر مصدرين للسوق الصينية، وقد تستفيد الشركات السعودية جراء هذه الرسوم المفروضة على المصنعين الأميركيين في حال تنفيذ هذه الرسوم عمليا وتصعيد الحرب التجارية بين الدولتين، حيث إن الرسوم المفروضة عالية لدرجة تجعل من الصعب على المنتجين الأميركيين لهذه المواد التصدير للسوق الصينية. ولم تحدد وزارة التجارة الصينية وقتا محددا لبدء تطبيق هذه الرسوم. ولم تشمل القائمة منتجات مثل البولي إيثيلين مرتفع الكثافة والبولي بروبلين والستايرين والميثانول ومشتقاته، ولكنها تضمنت منتجات أولية مثل سوائل البروبان وزيوت التشحيم. نزاع تجاري وحسب المعلومات التي ترصدها «أرقام»، تنتج شركات «سابك» و«ينساب» و«كيان» و«بترورابغ» و«بتروكيم» وشركات تابعة لـ «التصنيع» و«الصحراء» البولي إيثلين منخفض الكثافة والبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي، بينما تعد «سابك» الشركة السعودية الوحيدة التي تنتج الـ PVC. وفي صناعة الأكريليك تعد الشركة السعودية لمونمرات الأكريليك المملوكة من شركتي «التصنيع» و»الصحراء» المنتج الوحيد، بينما تعد شركة «نماء» المنتج الوحيد لراتنجات الأيبوكسي في السعودية. وكانت المخاوف قد هدأت بشأن نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعدما صرح المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب، لاري كودالو، بأنه يسعى لتقليل فرص الاندفاع إلى حرب تجارية كاملة، وقال إنه لم يحدث شيء كبير بالفعل. وفي أسواق المال، ارتفعت الأسهم الأميركية خلال تداولات الأربعاء، مدعومة بانتعاش القطاع التكنولوجي، وذلك بعد خسائر حادة سجلتها المؤشرات الرئيسة عند افتتاح الجلسة بفعل مخاوف النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وارتفع «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.9 في المئة أو 231 نقطة إلى 24264 نقطة، بعد خسائر بأكثر من 500 نقطة في بداية الجلسة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 1.4 في المئة أو 101 نقطة إلى 7042 نقطة، بينما ارتفع «S&P» بنسبة 1.1 في المئة أو 30 نقطة إلى 2644 نقطة. وعلى صعيد التداولات، وبينما ارتفع سهم «أمازون دوت كوم» (AMZN.O) بنسبة 1.3 في المئة إلى 1410.5 دولارات، بعد تجاهل المستثمرين لهجوم «ترامب» على شركة التجارة الإلكترونية. تراجع سهم «فيسبوك» (FB.O) بنسبة 0.6 في المئة إلى 155.1 دولارا، بعد الكشف عن أن «كامبريدج أناليتيكا» اخترقت 87 مليون حساب على موقع التواصل الاجتماعي وليس خمسين مليونا كما أعلن سابقا. بيانات غير حصينة وقالت شركة فيسبوك إن البيانات الخاصة بمعظم مستخدميها وعددهم مليارا مستخدم غير حصينة بما يكفي ويمكن الوصول إليها، في إشارة جديدة على فشل شبكة التواصل الاجتماعي في حماية خصوصية روادها الذين ساعدوها على تحقيق مليارات الدولارات من الإيرادات. وأوضحت الشركة، في بيان إلكتروني، أنها أزالت ميزة تسمح باستخدام أرقام الهواتف أو عناوين البريد الإلكتروني في العثور على الأشخاص عبر أداة البحث الخاصة بالشبكة، مشيرة إلى أن الجهات الخبيثة استغلت هذه الوظيفة للوصول إلى البيانات العامة للملفات الشخصية. وأضافت: نظرا لحجم ونوعية النشاط الذي شاهدناه، نعتقد أن معظم الأشخاص على «فيسبوك» قد تم الوصول إلى بيانات ملفاتهم الشخصية بهذه الطريقة، لذلك عطلنا تلك الخاصية. وفي الأسواق الأوروبية، تراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.47 في المئة إلى 367 نقطة. وارتفع مؤشر «فوتسي» البريطاني (+ 3) نقاط إلى 7034 نقطة، وهبط مؤشر «داكس» الألماني (- 44) نقطة إلى 11957 نقطة، وتراجع المؤشر الفرنسي «كاك» (- 10) نقاط إلى 5141 نقطة. موجة هبوط وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية عند الإغلاق، أمس، بعد أن صعدت «وول ستريت» لتتعافى من موجة هبوط أطلقها تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع معظم القطاعات للصعود. وربح المؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 1.5 بالمئة، ليغلق عند 21645.42 نقطة، متجاوزا متوسطه المتحرك لمئتي يوم البالغ 21359.22 نقطة. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.1 بالمئة إلى 1724.61 نقطة، مع ارتفاع 28 من بين 33 قطاعا فرعيا على المؤشر. وحققت أسهم شركات إنتاج الآلات الدقيقة والعقارات والبنوك أداء يفوق أداء السوق. وارتفعت أسهم تيرومو 3.9 بالمئة، وكانون 2.3 بالمئة، وميتسوبيشي استيت 2.3 بالمئة، في حين زادت أسهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية 1.9 بالمئة. وارتفعت أسهم كيكومان المنتجة لصلصة الصويا 3.1 بالمئة، بدعم من آمال بانخفاض تكلفة الواردات. وانخفضت أسعار فول الصويا 2.2 بالمئة، بعد أن أعلنت الصين خططا لفرض رسوم جمركية على واردات رئيسة من الولايات المتحدة، بما في ذلك فول الصويا ولحم الأبقار والذرة، ردا على اقتراحات أميركية بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار.