شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "الصحافة في مواجهة الأخبار الكاذبة"، اليوم الخميس، في إطار الندوات والأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال الفترة من 31 مارس إلى 9 أبريل الجاري.وأكد المشاركون في الندوة - من العاملين في مجال الصحافة واﻹعلام المرئي والمكتوب - أن المشهد الإعلامي في مصر والعالم بأكمله تغير في السنوات الأخيرة، إذ لفت الانتباه إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت المواضيع الأكثر تداولا على هذه المواقع تعبر عما يدور في المجتمع وخاصة في فئة الشباب بصفتهم الأكثر استخداما لها.وأشاروا إلى أن الأخبار الكاذبة أصبحت وباءً يجتاح العالم بأكمله وهو ما ظهر في ثلاثة أحداث كبرى، وهي الانتخابات الرئاسية الأمريكية وواقعة تسريب البيانات الخاصة بمستخدمي "فيسبوك" وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تم تداول عشرات الأخبار غير الدقيقة عن هذه الأحداث مما جعل العالم ينتبه إلى المعلومات المفبركة، وخطورتها على حياة الشخص والمجتمع.ورأى المشاركون في الندوة أن الإنترنت أصبح مادة خصبة للعمل الاقتصادي والإعلامي ولكن الأزمة الحقيقية تمكن في التحكم في المعلومات المنتشرة على الشبكة، لافتين إلى أن شركة "فيسبوك" تسيطر على أول أربع مراكز في المواقع الأكثر استخدامًا عالميًا مما يعني أنها تؤثر على اتجاهات مليارات من المستخدمين، متوقعين في هذا الصدد اختفاءها عقب خمس سنوات بسبب المشاكل التي تتعرض لها الشركة الآن.وقال اﻹعلامي محمد عبد الرحمن، إن المواطنين عزفوا مؤخرًا عن وسائل الإعلام التقليدية وتم الاعتماد بشكل كبير على الإعلام البديل، مما كان سببا في انتشار الأخبار المفبركة بصورة لم تكن موجودة من قبل، مشيرًا إلى أن الجمهور الواعي تخطى مرحلة الأخبار المفبركة.وأوضح عبد الرحمن أن الصحافة هي الضحية لمثل هذه الأخبار، والعاملين في المجال الإعلامي أصبحوا محاصرين، ويقع على عاتقهم مواجهتها وبذل مجهود أكبر للوصول إلى الأخبار والمعلومات الدقيقة الصحيحة لنشرها.وأشار إلى أن الدولة قبل عام 2011 لم يكن لديها وعي كافي بتكذيب الأخبار، وكان هناك جملة ثابتة يتم تداولها عند انتشار إشاعة معينة وهي "اترك الإشاعة وستنتهي من تلقاء نفسها"، مضيفا أنه تم تدشين مركز تابع لمجلس الوزراء لنفي الأخبار الكاذبة.
مشاركة :