بينما يستعد الفلسطينيون اليوم لجولة جديدة من حركتهم الاحتجاجية في إطار «مسيرة العودة الكبرى»، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي على طول الحدود بين غزة وإسرائيل تحت مسمى «جمعة الكاوتشوك والمرايا العاكسة»، حذّرت تل أبيب من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها إلى جنودها في 30 مارس الماضي، بإطلاق النار إذا حصلت استفزازات على الحدود، بعد أسبوع دموي قتل فيه الجيش الإسرائيلي 21 فلسطينياً، بينهم اثنان، أمس. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنه «إذا كانت هناك استفزازات فسيكون هناك رد فعل من أقسى نوع، كما حدث الأسبوع الفائت»، مضيفاً: «لا ننوي تغيير قواعد الاشتباك». وأكد ليبرمان أن إسرائيل لا تواجه تظاهرة «بل عملية إرهابية، كل الذين يشاركون فيها يتلقون راتباً من (حماس) أو حركة الجهاد الإسلامي». وفي سياق متّصل، قدمت «حماس» مبالغ مالية تتراوح بين مئتين وثلاثة آلاف دولار لأهالي القتلى والجرحى الفلسطينيين خلال الاحتجاجات الأخيرة. ومنذ يومين، يتسابق مئات الشباب الفلسطينيين في جمع ونقل إطارات المركبات المطاطية، وتركيمها على طول السياج الفاصل، تمهيداً لإشعالها خلال مسيرات اليوم، ليشكل الدخان الأسود الكثيف المنبعث منها عائقاً للرؤية أمام الجنود الإسرائيليين خلال المواجهات. وجنّد القائمون على الحملة عشرات عربات الكارو و«التوك التوك»، حتى المركبات، لنقل الإطارات إلى الأطراف الشرقية لقطاع غزة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل. وأطلق نشطاء فلسطينيون في مواقع التواصل وسم «جمعة الكاوتشوك والمرايا العاكسة» على مسيرات اليوم، وتصاعدت دعوات لاصطحاب مرايا عاكسة لتشتيت انتباه الجنود الإسرائيليين خلال المسيرات، إضافة إلى جمع الجرادل البلاستيكية لمقاومة الغاز المسيل للدموع. وفجر أمس، قُتل فلسطيني في غارة جوية شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على الحدود الشرقية لغزة، في حين توفي شادي حمدان الكاشف (34 عاماً)، وهو من مدينة رفح، متأثراً بجراحه بعد إصابته بعيار ناري في الرأس الجمعة الماضي. وبذلك، يصل عدد القتلى إلى 21 منذ بدء «مسيرة العودة»، التي شهدت مواجهات عنيفة جُرح فيها أيضاً أكثر من 1500 فلسطيني، بينهم أكثر من 800 بالرصاص الحي.
مشاركة :