تلك كانت أمسية استثنائيةً، احتضنتها دار الآثار الإسلامية، أول من أمس، على مسرحها بمنطقة اليرموك، إذ كان الجمهور الباحث عن الفنون الراقية قديماً وحديثاً، على موعد مع حفل تراثي بامتياز أحياه كل من مهلي الحشاش ودريع الهاجري وماجد الكويتي، ليقدموا باقة من الأغنيات اندرجت كلها تحت العنوان الذي اتخذته الأمسية لنفسها «فنون من البادية»، فأطربوا الحضور في سياق فعاليات الموسم الثقافي الـ 23 لدار الآثار الإسلامية. وكان بين حضور الحفل كل من مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة أسامة البلهان وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس وسط زخم كبير من الشباب.والتقت «الراي»، قبيل انطلاق الحفل، عازفَ الربابة مهلي الحشاش الذي تحدث قائلاً: «إن حفل اليوم سيكون مميزاً، وسأقدِّم فيه وللمرة الأولى في دار الآثار معزوفات مختصرة عن تاريخ الربابة وألحانها»، متوجهاً بالشكر إلى «دار الآثار الإسلامية لتقديمها الدعم الدائم للشباب الموهوبين، وإتاحتها الفرص وتسهيلها السبل أمامهم لإقامة حفلاتهم، بما يخدم الموروث الشعبي ويرسخ تراثنا الكويتي العريق». بعد ذلك استهل الحشاش الحفل، فقدم مقطوعات موسيقية على آلة الربابة بدأها بـ«الصخري»، أعقبها «السامري الدوسري»، قبل أن يحين الوقت لمقطوعات عن «الهجيني القصير». عقب ذلك جاء دور المطرب الشاب دريع الهاجري، ليقدِّم وصلته الغنائية، فكانت أولى الأغاني بعنوان «آه يا وقتي» والتي صاغ كلماتها راشد الجنوبي وألحان فريح وتوزيع محمد إبراهيم، وتقول كلماتها: «آه يا وقتي اللي راح ليته يردي - ليت ماراح من عمري يعود عليّه/ لا طرالي زمان فات ينباح سدي - يا حلو ذكريات أيامنا الأولية»، ثم شدا الهاجري بعد ذلك بأغنية تحمل عنوان «كلمة ولو جبر خاطر» لأخطبوط العود الفنان عبادي الجوهر، ثم «من هي» من كلمات الأمير عبدالرحمن بن سعود وألحان محمد سعد عبدالله، وتقول كلماتها: «كلمة ولو جبر خاطر - والا سلام من بعيد/ والا رسالة يا هاجر - بيد ساعي البريد/ أنا في انتظارك تقابلني - وتسمع قصتي حتى النهاية وأنت اختيارك تسامحني».ثالثة أغاني الهاجري بعنوان «قال منهو يخيل البرق» للشاعر الراحل فلاح جفران العوني، وتقول كلماتها: «منهو اللي يخيل البرق ابقعد وأخليه - هو من الشرق ولا بارق بالشمالي/ أنعشوني على العمدان حالي نحيلة - ظن لشفت براقه يربع بحالي». وكانت آخر الوصلات الغنائية مع المطرب ماجد الكويتي الذي قدَّم أجمل الأغاني، فكانت البداية مع أغنية «طال الصبر»، التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق، تلتها أغنية «يا زين وشبك تعذبني»، وجاءت بعدها أغنية «هل صدقتني»، لتُسدل الستار على حفل استمتع به الجمهور الذي ظل طوال فترة الحفل يحلِّق على جناح التراث عندما ينساب إبداعاً غنائياً يبقى طويلاً في الذاكرة والوجدان.
مشاركة :