كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار العاملة بموقع سلام الأثري شرق واحة سيوة بنحو 50 كلم، عن الجزء الأمامي لمعبد يعود للعصر اليوناني الروماني... ويحوي المعبد بقايا أوان فخارية وعملات وتمثالين من الحجر الجيري لأسدين.وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، إن الجزء المكتشف من المعبد عبارة عن أساسات جدران حجرية من السور الخارجي للمعبد والمدخل الرئيسي له، التي يبلغ سمكها نحو متر، وهي تؤدى إلى فناء أمامي، وعلى جانبيه مداخل لحجرات أخرى. مؤكدا أنه من المتوقع أن يتم اكتشاف الجزء الباقي من المعبد مع استكمال أعمال الحفائر في الموسم الحالي، حيث قامت الوزارة برصد ميزانية خاصة له.وتقع واحة سيوة على بعد 830 كلم من العاصمة المصرية القاهرة، وفي قلب صحراء مصر الغربية، وعلى مسافة 4 كيلومترات شرق سيوة يقع معبد آمون الذي يعود تاريخه إلى الأسرة الحاكمة الثلاثين، وبهذا المعبد غرفة الاجتماع الشهيرة التي تمت فيها رسامة الإسكندر ذي القرنين ونودي به بابن آمون ونال بركة رؤساء كهنة الإله آمون.وقالت مصادر أثرية إن «هناك لوحة أثرية وجدت مؤخرا وهي موجودة الآن بمتحف الإسكندرية تؤكد أن أهالي واحة سيوة (الآمونيين) حضروا لتقديم الطاعة والهدايا للإمبراطور هادريان عند زيارته لمصر في سنة 130 قبل الميلاد».كما يوجد بواحة سيوة مدينة أكروبليس ومعبدها وهيكلها، وكانت تتكون من عدة طبقات، الطبقة الأولى كان يقيم بها حكام هذه المنطقة، والطبقة الثانية يقيم النساء والأقارب والأطفال، ثم ثكنات ومعسكرات الحامية، وأخيرا المعهد المقدس، ثم العين «النبع» الإلهية التي يغتسل فيها أو تنظف عندها القرابين قبل تقديمها للإله... أما الطبقة الثالثة فتحوي مساكن الحراس وثكنات الحرس الملوكي، وعلى مسافة قريبة منها أقيم هيكل آمون في السهل القريب، وعلى مقربة منه «عين الشمس» ولا تزال موجودة للآن.من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز الدميري، رئيس البعثة الأثرية، إنه أثناء أعمال رفع الرديم من الموقع ظهر كثير من الأحجار والعناصر المعمارية للجدران المتهدمة ومن بينها، أعتاب علوية تحمل زخارف، بالإضافة إلى أجزاء من أعمدة ركنية تحمل زخارف البيضة والسهم واللسان، حيث إن جميع هذه الزخارف كانت تشتهر بها هذه الفترة. مضيفا: أن «البعثة تمكنت أيضا من الكشف عن الكثير من بقايا أواني فخارية وأمفورات وعملات، وتمثال لأحد الأشخاص بملامح يونانية، بالإضافة إلى تمثالين من الحجر الجيري لأسدين أحدهما فاقد الرأس».ويعتبر حمام كليوباترا أكثر مزارات واحة سيوة شهرة، وهو حمام من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية، ويقال إن «الملكة المصرية قد سبحت فيه بنفسها أثناء زيارتها لسيوة».وعلى مسافة 3 كيلومترات جنوب واحة سيوة، يقع جبل دكرور الذي يشتهر بالخصائص العلاجية لرماله الساخنة، كما يشتهر بكونه مصدرا هائلا للصبغة الحمراء المستخدمة في الأواني الفخارية السيوية... وإلى هذا الجبل يتوافد الناس من مختلف أرجاء مصر والعالم، خلال فصل الصيف لعمل حمامات الرمال الساخنة للتداوي من مرض الروماتيزم.
مشاركة :