بعد عروض ناجحة في واشنطن ونيويورك، حل الفن السعودي على مدينة الفن السابع لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا. وقد أُقيم المعرض ضمن الأنشطة التي تنفذها مؤسسة «مسك الخيرية» تزامناً مع زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لأميركا، حيث نظم المعهد أخيراً معرضين للفنانين السعوديين في واشنطن ونيويورك شهدا حضوراً لافتاً من كبار المسؤولين والمهتمين ولقيا توافداً كبيراً من الجماهير لمشاهدة العروض المقدمة، ومنها تصوير العالم الافتراضي لملامح الحياة في المملكة عبر فيلم «إطلالة نحو السعودية». ويشمل هذا المعرض مجموعة مختارة من أعمال المبدعين الشباب الذين تتنوع أعمالهم الحديثة، ولهم حضور لافت في المملكة، ولإنتاجهم أصداء واسعة جعلته محل اهتمام إقليمي ودولي، مما أوجد فرص التعاون مع الفنانين الأميركيين، خصوصاً في فنون الأداء الحي، كجماليات الطلاء وعروض الخطوط بوظائفها الجمالية. وشهد وسط مدينة لوس أنجليس هذه التظاهرة المهمة، التي أُطلِق عليها اسم (KSA / LAX) بحضور وسائل الإعلام وحشد من الجمهور لمشاهدة اللوحات، والعروض الحيّة والإسقاطات الفنية المتحركة، وكذلك نماذج من الواقع الافتراضي وتسجيلات الفيديو، وجميع الإبداعات التي أنتجها جيل جديد من الفنانين والمصممين السعوديين. إضافة إلى فرادة العرض من خلال تشكيلات الفنون القديمة، لاكتشاف المواضيع التقليدية وعلم الجمال في سياق القرن الحادي والعشرين... وأوجد المعرض فضاء واسعاً لقراءات مختلفة عن الفن الحديث الآتي من الشرق والواثق من جذوره عبر حركة فنية ذات تجربة عميقة. شارك في هذا الحدث عدد من الفنانات والفنانين السعوديين، ومنهم الفنانة نهى خاشقجي، الشريك المؤسس لاستوديو «Tahreek» للرسوم المتحركة في دبي. وترتكز أعمالها على تقاطع الثقافة واللغة. بينما عرض الفنان التجريدي المولود في جدة عبد الله قنديل أعماله المتمثلة في نسيج يُوحد الخطوط والألوان ويكشف تداخل المعايير التقليدية السعودية والمشهد الثقافي المتغير بشكل كبير في العالم العربي... وقد عبّر عن مشاركته بقوله: «من الرائع المشاركة في معرض كهذا وإتاحة الفرصة للتعاون مع الأصدقاء من الفنانين الأميركيين، وأرحِّب بهذا النقاش حول أعمالي. كما أدعو لملاحظة تطور الثقافة العربية الجديدة والإحساس بها واستيعابها، وظهور جيل جديد يُزاوج بين الواقع والمخيال بطرق حديثة». وعن هذا الفعالية الأولى للمملكة والفريدة، في مدينة «الفن السابع»، يقول المدير التنفيذي لمعهد «مسك للفنون» أحمد ماطر: «حتى الآن، وخلال زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، قدّمنا كثيراً من المواهب الفنية السعودية للمجتمع الأميركي، مبينين أنّ جيلاً جديداً من الفنانين يُساعد على خلق مجتمع نابض بالحياة في بلادنا». وكشف ماطر أنّ هذا التوجه هو أحد مساعي المعهد في المملكة، مؤكداً على «تكوين مجموعة متنوعة الاتجاهات وفاعلة في التأثير داخل الأوساط تُمثل أوجه التعددية الثقافية وتُقدم صورها المختلفة في صناعة الإبداع والخطاب المشترك»، موضحاً أنّ المعهد يعمل تحت مظلة مؤسسة «مسك الخيرية»، وينطلق من رؤاها التي تتخذ من «رؤية المملكة 2030» منهجاً في تمكين الشباب السعودي ومساعدتهم لإطلاق قدراتهم الإبداعية... مؤكداً: «نفعل ذلك في بلادنا، ولكن كما ترون هنا في لوس أنجليس، وفي جميع أنحاء الولايات، نقوم بذلك عن طريق تشجيع التعاون بين الفنانين من بلدينا. نستخدم لغة الفن العالمية لتعزيز التبادل الثقافي والتقارب الجمالي عبر الفنون، وبذلك نبني علاقات داخل أميركا مع الفنانين ومؤسسات الفن الرائدة لمزيد من العلاقات في المستقبل ثقافياً واجتماعياً... وسنُواصل رواية قصة التقدم المستمر في بلادنا».
مشاركة :