ولي العهد: إيران والإخوان المسلمين والإرهاب مثلث الشر الذي يروج لأيديولوجيات العنف والتطرف

  • 4/6/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

في حواره المهم مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية وضع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النقاط على حروف كثير من القضايا، وأوضح حقائق كثير من المسائل التي طالما تداولها الإعلام الغربي كمآخذ على المملكة، مبيناً المعطيات والملابسات والتحديات التي تطلبت سياسات محددة في وقتها، كما استطاع سموه أن يضع المواطن الأمريكي في صورة التحولات والمتغيرات التي تشهدها المملكة اليوم والإنجازات التي تحققت على صعيد الإصلاح والتطوير والانفتاح، والطموحات التي تعمل القيادة السعودية على تحقيقها على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الأمير محمد بن سلمان خصص جزءاً كبيراً من الحوار للدفاع عن الإسلام وقيمه الحقيقية، وأكد أنه دين السلام، مؤكداً أن السلام هو الترجمة الحقيقية لجوهر الدين الإسلامي، وأوضح سموه أن الإسلام انتشر بالدعوة السلمية وليس بالسيف. وقال الأمير محمد بن سلمان: إن إيران و«الإخوان المسلمين» والجماعات الإرهابية هم مثلث الشر الذين يسعون للترويج لفكر التطرف والإرهاب ويريدون بناء إمبراطورية بالقوة وفقاً لفهمهم بينما الدين لم يأمرنا بذلك والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بنشر كلامه، ولكل بشر الحق في اختيار معتقدهم، واليوم أصبح في الإمكان شراء الكتب الدينية في كل دولة ولم يعد واجباً علينا أن نقاتل من أجل نشر الإسلام ما دام مسموحاً للمسلمين الدعوة للإسلام بالحسنى. وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن النظام الإيراني يريد نشر الفكر الشيعي المتطرف «ولاية الفقيه»، وهم يعتقدون أن ذلك سيؤدي إلى ظهور الإمام المخفي ليحكم العالم من إيران، أما جماعة «الإخوان المسلمين» فهم تنظيم متطرف يريد استخدام النظام الديمقراطي للوصول إلى حكم الدول وإقامة إمبراطورية يحكمها مرشدهم، والطرف الثالث في مثلث الشر وهم الإرهابيون مثل «القاعدة» و«داعش» فهم يستخدمون القوة والعنف لإجبار المسلمين والعالم ليكونوا تحت حكمهم بالقوة. ومن أهم ما ركز عليه سمو ولي العهد في حواره الصحفي المهم تبديد الكثير من المفاهيم الخاطئة السائدة في الغرب عن «الوهابية»، حيث تساءل عن تعريف هذا المصطلح، وقال إن أحداً لا يستطيع تعريفه ونحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية، بل لدينا مسلمون سُنة وشيعة ونؤمن بالمذاهب الأربعة وهي مذاهب تختلف مع بعضها في بعض الأمور واختلافها رحمة. وأوضح الأمير محمد أن الدولة السعودية الأولى قامت بعد فترة عانى فيها أهل الجزيرة العربية من الحروب والاقتتال حتى تأسست الدرعية قبل ٦٠٠ عام وأن الدولة السعودية غيرت الواقع وجمعت العقول العظيمة من العلماء وقادة القبائل والجنرالات وكان أحدهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن البعض في الغرب يتحدث عن الوهابية وهو لا يعرف بالضبط ما يتحدث عنه، وعائلة «آل الشيخ» معروفة اليوم ومثلها عشرات الآلاف من العائلات في المملكة كما يوجد شيعة في مجلس الوزراء وأهم جامعة في المملكة اليوم يرأسها شيعي. وعن الفكرة التي يروج لها البعض في الغرب عن تمويل المتطرفين قال الأمير محمد بن سلمان: إن ظروف الحرب الباردة والمد الشيوعي في المنطقة تطلب أن تعمل المملكة مع أي شخص لمواجهة الخطر الشيوعي وكان من بين هؤلاء «الإخوان المسلمين» وحتى الولايات المتحدة شاركت في تمويلهم في تلك الظروف. ثم جاءت الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩م، حيث حاول المتطرفون السنة استنساخ التجربة الإيرانية فشهدنا الهجوم الإرهابي على المسجد الحرام، وقد تصدت المملكة ومصر للإرهاب في وقت مبكر وسعت المملكة لاعتقال أسامة بن لادن حتى جاءت أحداث ١١ سبتمبر. وتحدى ولي العهد أي شخص أن يقدم دليلاً على تمويل الحكومة السعودية للجماعات الإرهابية، لكن هناك أشخاص من المملكة مولوا الإرهابيين وقد طبق عليهم حكم القانون وهم بالسجن. وأكد سموه أن هذه القضية هي أحد أسباب الخلاف مع قطر التي عبر سموه عن أمله في عودة العلاقات معها يوماً ما، لكن ذلك يعتمد عليهم. وجدد الأمير محمد بن سلمان وصفه للمرشد الإيراني بأنه هتلر جديد لأنه يحاول أن يحتل العالم، ونحن لا نريد أن نرى ما حدث في أوروبا يتكرر في الشرق الأوسط، ونريد إيقاف ذلك عبر التحركات السياسية والاقتصادية والاستخباراتية؛ لأننا نريد تجنب الحرب. وقال ولي العهد: إن كلاً من الرئيسين أوباما وترامب يتفهمان هذه القضية لكن الرئيس أوباما كان لديه أساليب مختلفة، فقد كان يأمل في أن تتغير إيران إذا مُنحت فرصة، ولكن مع نظام قائم على هذه الآيديولوجية لن يحدث ذلك قريباً، فالحرس الثوري يتحكم في ٦٠ ٪ من الاقتصاد الإيراني وال ١٥٠ مليار دولار التي حصلوا عليها بعد الاتفاق النووي لم يحصل منها الشعب الإيراني على شيء. وعن الأوضاع في اليمن قال ولي العهد: إن المملكة أكبر مانح لليمن وأن المملكة تركز على دعم الحكومة الشرعية وتحقيق الاستقرار. وعن حقوق المرأة ودورها قال الأمير محمد بن سلمان إنه يدعم النساء وأن نصف سكان المملكة من النساء، وفي ديننا الإسلامي لا يوجد فرق بين المرأة والرجل، وهناك واجبات على كل طرف، أما فيما يخص الولاية فقبل عام ١٩٧٩م كانت هناك قوانين للولايات أكثر مرونة. وأوضح سموه أن هناك الكثير من الأسر المحافظة في المملكة وهناك عائلات منفتحة تتيح للنساء حرية أكبر، ونحن لا نريد أن يفقد مجتمعنا هويته. وعن التباين في القيم قال الأمير محمد بن سلمان: نحن لا نشارككم القيم نفسها، والولايات الأمريكية نفسها لا تتشارك القيم نفسها دائماً، لكن بالطبع هناك قيم إنسانية مشتركة، وعن النظام الملكي أوضح ولي العهد أن الملكية لا تعد تهديداً لأي بلد، ونحن لدينا أنظمة ملكية قبلية مثل مشايخ ورؤساء المراكز على قبائلهم وأنظمة ملكية حضرية وأن التحرك ضد هذه الهيكلة قد يخلق مشكلات كبيرة فالتركيب السعودي أكثر تعقيداً، وفي الحقيقة فإن ملكنا لا يملك بسلطة مطلقة وتستند قوته إلى القانون. وعن قضية الشرق الأوسط قال سمو ولي العهد إن لدينا مخاوف حول مصير المسجد الأقصى وحول حقوق الشعب الفلسطيني وليس لدينا مشكلة مع اليهود فنبينا محمد تزوج من يهودية وهناك كثير من اليهود قدموا من أمريكا وأوروبا للعمل في المملكة. وعن إمكانية أن تكون هناك مصالح مشتركة مع إسرائيل قال ولي العهد: إنه إذا تحقق سلام منصف فقد تكون هناك مصالح كثيرة بين إسرائيل ودول مجلس التعاون ودول مثل مصر والأردن. وعن حقوق الإنسان والحريات قال الأمير محمد بن سلمان إنه في المملكة يمكنك القيام بأي شيء تريده والعمل على تطوير مشروع بالطريقة التي تريدها، ولكن هناك معياراً مختلفاً فيما يتعلق بحرية التعبير؛ فلدينا في المملكة ثلاثة خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وهي الإسلام والتجاوزات الشخصية والأمن القومي، وبخلاف ذلك فإن الشعب السعودي يمتلك الحرية للقيام بما يحلو له، فالمملكة - على سبيل المثال - لا تحجب تويتر أو وسائل التواصل الاجتماعي والسعوديون الأكثر استخداماً لهذه الوسائل في العالم.

مشاركة :