في دراسة حديثة وُجد أن الأطفال الذين يعانون باستمرار من الصداع النصفي “الشقيقة” لديهم مستويات منخفضة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة ! الباحثون في الدراسة وجدوا نسبة عالية من مراجعي عيادة الصداع النصفي من الأطفال والمراهقين والشباب (٧٨٠٠ شخص) لديهم نقص في فيتامين (د) بنسبة تقدر بـ ٩١٪ ، وفيتامين الرايبوفلافين  (فيتامين ب 2) بنسبة ٤٠٪  و الإنزيم المُساعد كيو 10 بنسبة ٧١٪   “مادة شبيهة بالفيتامين لها دور في إنتاج الطاقة داخل الخلية” مقارنةً بعامة الأطفال مما يستلزم مكملات غذائية لتعويض هذا النقص . وتم قياس نسبة هذه الفيتامينات ومضادات الأكسدة بالإضافة الى حمض الفوليك في الدم قبل وصف أي دواء لعلاج الصداع النصفي وتمت متابعة هذه الحالات على مدى ١٨ سنة ، وتم أيضاً سؤال الأطفال الذين شملتهم الدراسة عن عاداتهم الغذائية لكن ذلك لم يكن جزء من الدراسة تم تقديم هذه الدراسة في شهر يونيو الماضي في الاجتماع العلمي السنوي لجمعية الصداع الأمريكية في ساندييغو ، لكن هذه الدراسة لم تنشر حتى الآن في مجلة علمية مُحكمة . أوضح ذلك طبيب الأعصاب لدى الأطفال د. اندرو رئيس وحدة الصداع في مستشفى سينسيناتي الذي قال : أنهُ قد تتحسن هذه الأعراض التي يعانيها الأطفال بالمكملات الغذائية و الحرص على تناول الغذاء الصحي . الصداع النصفي والفيتامينات : على الرغم من أن الدور الدقيق الذي قد تلعبه نقص الفيتامينات في عملية الصداع النصفي غير واضح ، إلا أن الفيتامينات هامة في آليات عمل الخلايا العصبية ، بما في ذلك التغيرات في وظيفة الميتوكوندريا “الهياكل المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلية ” ، والتغيرات الالتهابية التي يمكن أن تؤثر على الإحساس في الخلايا العصبية في الدماغ . وقد أثبتت هذه الدراسة المبنية على البراهين أن فيتامين الرايبوفليفن وانزيم كيو 10 قد يمنع الصداع النصفي  وهناك دراسات آخرى تفيد أن تناول حمض الفوليك قد يفيد في نوع من حالات الصداع النصفي المصاحب بعلامات مثلًا: عدم وضوح الرؤية ورؤية هالات ضوئية وغيرها من تلك العلامات التي تسبق بداية الصداع . أما عن فيتامين (د) ، فهو بصورة عامة مرتبط مع حالات الألم المزمن في الجسم ، أما عن علاقته بالصداع فهناك نتائج متعارضة حيال فعاليته في علاج الصداع النصفي . والنقص في فيتامين ب 2 “الريبوفليفن”  وانزيم كيو ١٠ وجد على حسب الدراسات السابقة أكثر في الصداع النصفي المزمن المتكرر من الصداع الغير متكرر الخفيف ، ومن المثير أيضًا أن نقص هذين العنصرين يوجد في الفتيات أكثر من الأولاد . وقال الباحثون ” هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لفهم ما إذا كان إعطاء المكملات الغذائية للأطفال الذين لديهم مستويات منخفضة من أي هذه المواد الغذائية الأربعة قد يحسن من أعراض الصداع النصفي. وقال الباحثون أن الدراسة لم تمكننا من تقييم فعالية إعطاء المكملات الغذائية ، لأنه تم إعطاء الأطفال المكملات الغذائية والدواء في نفس الوقت لعلاج الصداع النصفي ، مما يجعله من الصعب استخلاص تأثير الفيتامينات وحدها وعلاقتها بـ “الصداع النصفي” .. علاج الصداع النصفي وقال الدكتور أنتوني رودريغز، طبيب أعصاب الأطفال في مستشفى العائم للأطفال في المركز الطبي لجامعة تافتس في بوسطن الذي لم يشارك في البحث أن بعض الفيتامينات تلعب دورًا في الصداع النصفي لدى الأطفال حقيقة مثيرة ، وقال أنه ومع وجود علاقة بين النقص البسيط في هذه المواد الغذائية والأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي ؛ فإن ذلك لا يعني أن انخفاض مستويات هذه المواد هي سبب الصداع الرئيسي ، وأردف قائلاً : هناك نقص في الدراسات التي تركز على ما إذا كانت تلك المكملات قد تساعد في منع تكرار وشدة الصداع النصفي لدى الأطفال . على الرغم من أن الأدلة على المكملات الغذائية محدودة ، إلا أن د.رودريغز نصح الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي بمحاولة أخذ المغنيسيوم ، الذي يعمل على تقليل تهيج الخلايا العصبية الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى الصداع النصفي . وقال رودريجيز : أنه يوصي بالمغنيسيوم للأطفال مع حالات الصداع النادرة الحدوث ، وهذا يعني وقوعها أقل من مرتين في الأسبوع ، واعتمادًا على عمر الطفل ، فإنه يوصي عادة بجرعة ما بين 200 و 500 ملليغرام في اليوم إما من أكسيد المغنيسيوم أو غلوكونات المغنيسيوم . ولكن أهم نصيحة قدمها د.رودريغز للأطفال المصابين بالصداع النصفي هو التركيز على ثلاث ممارسات لنمط الحياة قد تساعد في منع هذا النوع من الصداع الشديد: الحصول على النوم الكافي كل ليلة ، ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي ، وشرب الماء والسوائل الأخرى لتجنب الجفاف .