قبل حوالي العام صدر أمر ملكي كريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرا للمملكة لدى أمريكا. وقد صدر التعيين في وقت كان العالم ينتظر الخطوات القادمة في مسار السياسة الخارجية الأمريكية وفي نفس الوقت كان الكل يرى فيه الأخذ والرد حيال ما يجري في الداخل الأمريكي بين البيت الأبيض وكثير من اعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ، إضافة إلى ما يقوم به صناع القرار في العاصمة الأمريكية. لا ننسى أن قوة التأثير في وسائل الإعلام هناك تجعل أي سياسي من الخارج يحتاج إلى الجاهزية في سرعة الرد والبديهة والمعلومة الجاهزة. وكذلك تأثير الرد على كل ما يطرحه الشارع الأمريكي والذي عادة ما يكون له صدى حول العالم. ولم يمض وقت قصير على تعيين الأمير خالد سفيرا لنا في واشنطن حتى بدأ الكثير داخل وخارج واشنطن يسأل وينتظر عن أسلوب تعامله مع السياسة والإعلام. وهذا أمر يعتبر من أعقد وأصعب التحديات لكل من يتواجد في واشنطن. بدأ هذا السفير بالعمل والتحرك ومد يد العلاقات العامة مع كثير من المؤثرين في السياسة والاقتصاد الأمريكي بطريقة ما يسمى «النار الهادئة». والواقع يقول ان خبرة هذا السفير أتت من تجارب عدة ومن زوايا مختلفة. سواء أكان ذلك من قدرته على سرعة تنفيذ القرار وسرعة الانقضاض عندما كان في مقصورة أكثر الطائرات تعقيدا وأقواها في التسليح وهي طائرة اف- 15، أو من خلال التأني والروية عندما كان في مناصب إدارية في مجال السياسة والعسكرية قبل توجهه إلى واشنطن. وخلال وقت قصير عرف الشارع الأمريكي والمراقب في الخارج أن سفيرنا في واشنطن كان يعرف ما يقول ويخطط لما يقوم به. وفي حالة وجود أي مفاجأة فهو سريع في اتخاذ قرار الهجمة المرتدة. وكان أحد هذه المواقف التي رآها العالم لقاء تلفزيونيا مباشرا في محطة «سي إن إن» حاول فيه أعتى رجال الإعلام «وولف بليتزر» وضع أدق الأسئلة وأصعبها ليتفاجأ الكثير بسرعة بديهته ودقة رده وإلمامه بصناعة الإعلام وكيفية التعامل والتحدث بلغة إنجليزية دقيقة ليجد المشاهد أن سفيرنا هو من قام بسحب الإعلام كله إلى أرضه وأصبح الموجه لكل ما يدور.
مشاركة :