يسعى ائتلاف الموالاة «دعم مصر» في البرلمان المصري إلى دعم الحياة الحزبية ليلعب دوراً محورياً خارج إطاره البرلماني المتمثل في إعداد القوانين وتمريرها، علماً أنه لن يكون الدور الأول، إذ برز الائتلاف على مدى الشهرين الأخيرين قوةً فاعلة في دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في الشارع، فأقام مؤتمرات باسمه وشارك نوابه في كل المؤتمرات التي نفذتها حملات دعم الرئيس. وتعاني الحياة الحزبية في مصر حال ركود منذ عقود، لكن الاقتراع الرئاسي الأخير أبرز ضرورة هيكلتها وتنشيطها، إذ عجزت تلك الأحزاب، تتجاوز الـ100 حزب، عن تقديم منافسين ذوي شعبية للرئيس السيسي الذي فاز بولاية ثانية، علماً أن الدستور ينص على تولي الرئيس فترتين فقط، ما يضع الأحزاب أمام مسؤولية مضاعفة لإعداد كوادرها استعداداً للاقتراع الرئاسي المقبل. وأكد عضو المكتب السياسي للائتلاف النائب أحمد زيدان أن الائتلاف يعمل لتنشيط الحياة الحزبية في البلاد خلال الفترة المقبلة، لتصبح ذات فاعلية أكبر مع الجماهير، قائلاً لـ»الحياة»: «الأحزاب في مصر خلال الفترة المقبلة لن تصبح كما كانت، سنتواصل مع كل الأحزاب لحضها على تفعيل دورها بشتى الوسائل». ويتوقع أن يلعب حزب «الوفد» صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة وحزب «الغد» الذي طرح منافساً في الاقتراع الرئاسي دوراً بارزاً في المرحلة المقبلة، علماً أن «الوفد» الممثل في البرلمان بأكثر من 40 نائباً، و «ائتلاف الموالاة» عادة ما يتوافقان في الآراء في البرلمان. واعتبر رئيس «الائتلاف» النائب محمد السويدي، في تصريح في الأيام القليلة الماضية، فوز النائب بهاء الدين أبو شقة وهو رئيس اللجنة التشريعية في البرلمان برئاسة «الوفد» قبل أيام، إثراء للحياة الحزبية، قائلاً: «المرحلة المقبلة تحتاج إلى أحزاب سياسية قوية لملء الفراغ السياسي». وعلى رغم توافق الائتلاف على لعب أدوار في «دعم الحياة الحزبية»، ما زالت الطريقة لذلك محل جدل داخله، في ظل اقتراحات لتحويله حزباً سياسياً. وقال عضو «الائتلاف» النائب عبد الهادي القصبي: «الائتلاف قام بالأساس من أجل إعلاء مصلحة مصر وسيظل ذلك الهدف المحرك الأساسي لأي قرار يتخده، مشيراً إلى أن الائتلاف لم يتخذ موقفاً نهائياً من تحويله إلى حزب، لكنه اتفق على ضرورة دعم الحياة الحزبية سواء ظل على هيئته كائتلاف برلماني أو كحزب سياسي في مرحلة لاحقة». لكن القصبي رفض الربط بين مقار «الائتلاف» وفكرة الحزب، قائلاً: «عدم الربط بينهما أَولى، نحن دشنا المقار بالأساس من أجل التواصل مع الجماهير في إطار دورنا البرلماني لمعرفة احتياجاتهم وترجمتها إلى قوانين». ويواجه «الائتلاف» عقبة نحو هيكلته كحزب، إذ يضم بين أعضائه أيديولوجيا سياسية متباينة، ما يجعل هيكلته نحو مشروع سياسي واحد ليس سهلاً»، وأضاف: «تنوع أيديولوجيا أعضاء الائتلاف تثريه، إذ يتيح مناقشة الأمر من نواحٍ عدة ليخرج في النهاية في أفضل صورة ممكنة، لكن أن تتمحور تلك التوجهات في حزب واحد ليس أمراً يسيراً».
مشاركة :