رأى دينيس روس، وهو خبير عمل في مناصب رفيعة تتعلق بالأمن القومي مع عدة رؤساء أمريكيين، أن خروج واشنطن من الاتفاق النووي سيؤدي إلى عزلة الولايات المتحدة نفسها لا إيران. المسؤول الأمريكي السابق اعترف في بداية تحليله بأنه لم يكن من محبذي الصفقة النووية الإيرانية، مبررا ذلك بأنها فرضت قيودا على البرنامج النووي الإيراني، لكنها في ذات الوقت "سمحت أيضاً بوجود بنية تحتية نووية إيرانية كبيرة من خلال عدم فرض قيود حقيقية على حجم البرنامج النووي الإيراني أو طابعه بعد عام 2030. وبدلاً من أن يُنهي الاتفاق سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، أرجأ متابعته". واردف قائلا في هذا الصدد إن "الإيرانيين التزموا بعدم امتلاك أسلحة نووية أو تطويرها، لكنهم ادّعوا أيضاً أنهم لم يحاولوا ذلك أبداً، على الرغم من الأدلة الواضحة عكس ذلك". ولفت روس إلى أن ترامب إذا انسحب من الصفقة النووية مع إيران فسيكون وحيدا، ولن ينضم الأوروبيون إليه. وأكد المسؤول الأمني الأمريكي السابق أن إيران كانت أحست بالضغوط فقط حين "قرر الاتحاد الأوروبي فرض مقاطعة على النفط الإيراني، وبدأت الجمهورية الإسلامية بالتفاوض بعد أن أعلنت أنها لن تفعل ذلك أبداً، طالما كانت خاضعة للعقوبات". وأشار روس إلى أن الإيرانيين يعرفون كيف يستغلون خوف الأوروبيين، من خلال إعلانهم أن بلادهم باستطاعتها "التحرك بسرعة لتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وأكثر فعالية ولن تحد من إنتاجها. ومن المؤكد أن ذلك سيثير مخاوف في صفوف الأوروبيين بشأن ازدياد خطر نشوب حرب ويقودهم إلى تقديم حوافز للإيرانيين للبقاء في الاتفاق النووي". ودعا دينيس روس إلى عدم المراهنة على قدرة الإدارة الأمريكية الضغط على أوروبا من خلال فرض عقوبات على شركاتها التي تتعامل مع إيران، لافتا إلى أن الأوروبيين لطالما قاوموا "مثل هذه العقوبات الثانوية، ونظراً إلى عدم شعبية ترامب مع الجماهير الأوروبية، فهناك قلة من القادة الأوروبيين الذين سيذعنون للتهديدات الأمريكية". وعبّر روس عن القلق "من أن يذهب الانسحاب الأمريكي إلى أبعد من ذلك. فمن شأنه أن يخلق وهم التشدد مع إيران، دون التأثير عليها"، مضيفا أن الخطر الذي تشكله إيران يكمن في "توسعها في المنطقة، فهي تستخدم وكلاءها من الميليشيات الشيعية لإحكام قبضتها على الحكومات. كما أنها تنخرط عسكرياً في سوريا". وزعم مسؤول الأمن القومي الأمريكي السابق أن إيران "تصرفت على غير طبيعتها عندما اختارت تحدي إسرائيل بشكل مباشر، وليس من خلال أحد وكلائها، حين أرسلت طائرة من دون طيار لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي". وتوصل روس في الخلاصة إلى أن ترامب قد يؤمن "بأن التخلي عن الاتفاق النووي يجعله يبدو صارماً مع طهران، ولكن الأمر ليس كذلك. فهذا التخلي يتجاهل التهديد الحقيقي ويمنح الإيرانيين النصر. فهم سيدركون أن الولايات المتحدة لوحدها، ولن يكون هناك أي ضغط حقيقي لوقف ما يقومون به في المنطقة"، مشددا على أن "التخلص من الاتفاق النووي الإيراني، بالتأكيد ليس موعده الآن". المصدر:washingtoninstitute محمد الطاهر
مشاركة :