ذكر فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم : أيها المسلمون … تدنو الآجال وتنتهي الآمال وتنقطع الحبال ويحين الارتحال والانتقال وينقطع عن الأهل اللقاء و الوصال لا أرى الموت يسبق الموت شيءٌ نغص الموت ذا الغنى والفقيرا وانظر إلى الدنيا بعين مودع … فلقد دنا سفر وحان وداع إن الحبيب من الأحباب مختلس لا يمنع الموت بواب ولا حرس وكيف يفرح بالدنيا ولذتها فتى يعد عليه اللفظ والنفس وكل بيت وإن طالت إقامته على دعائمه لا بد مهدوم أيها المسلمون .. ولما كانت الدنيا دارا للبليات والآفات والتنغيص يقاسى فيها العبد طلب المعيشة والكد والتعب وعروض الآفات والأسقام والمصائب ومعاشرة الأضداد وتزيين الشيطان وأهل الفساد دعا الجواد الكريم الرحيم العظيم عباده المؤمنين إلى جنته ودار كرامته دار السلام والنعيم دار خالصة عن الغموم والهموم والأحزان والأكدار سالمة من المنفرات والآفات والبليات والله يدعو إلى دار السلام وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها * * * ولم يك فيها منزل لك يعلم فحيّ على جات عدن فإنها * * * منازلنا الأولى وفيها المخيم ولكنا سبي العدو فهل ترى * * * نعود إلى أوطاننا ونسلم دار لا ينفد نعيمها ولا يبيد دار فيها من كل خير مزيد أعدت وأدنيت وقربت وزينت كرامة للمتقين لا يخشون فيها خوفاً ولا هماً ولا صخباً ولا نصباً ولا يخافون فيها فقراً ولا ديناً ولا إخراجاً ولا انقطاعاً ولا فناءً وما هم منها بمخرجين . من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ويناديهم مناد : إن لكم أن تصيحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشيبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا و يقال : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ، ويا أهل النار ، خلود فلا موت فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار الله أكبر تدخل عليهم الملائكة ! و تفد عليهم الملائكة !! وتسلم عليهم الملائكة إ! و تهنئهم الملائكة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين فما أعظم هذا التقريب والتكريم في دار السلام وإن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة؟ فيقولون :لبيك ربنا وسعديك، فيقول : هل رضيتم؟ فيقولون :وما لنا لا نرضى وقذ أعطيتنا ما لم تغط أحدا من خلقك، فيقول :أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا :يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟
مشاركة :