روافد: الكاتب المهندس: منصور المحمدي (من كرامات المؤمنين) أورد الله سبحانه وتعالى القصص بالقرآن الكريم للعبرة والعضة، فذكر سبحانه وتعالى قصص الأمم السابقة وما حلّ بمن طغى منهم وبغى ليعتبر المسلون ويتعظون ولا يسلكون مسالكهم فيهلكون، كما ذكر الله سبحانه وتعالى القصص لتثبيت المؤمنين وأن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون، كما وردت في القرآن الكريم قصص كرامات الله سبحانه وتعالى لرسله وأوليائه ، فأنجى الله سبحانه وتعالى نوحا وابراهيم ولوطا ويونس وموسى وهارون وعيسى وايوب عليهم السلام أجمعين وانجى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من القوم المشركين ونصر جنده ونشر دينه ولو كره الكافرون ، وأهلك فرعون وهامان وقارون لما طغوا وبغوا وتجبروا وأهلك القوم الكافرين من الأمم السابقة التي قصّ الله سبحانه وتعالى علينا قصصهم في القرآن الكريم. وذكر الله سبحانه وتعالى أنه ينجي رسله وعباده المؤمنين في الحياة الدنيا ويوم القيامة ( قال تعالى : وكذلك ننجي المؤمنين) . وفيما يلي قصة سمعتها ممن وقعت له وكان لا يقصها الا نادراً وسمعتها منه قبل سنوات وهو الآن رجل كبير في السن تجاوز التسعين عاما ختم الله لنا وله بحسن الخاتمة، وحصلت له القصة قبل ٤٠ عاما تقريبا وقد اشتهر هذا الرجل بالصلاح والتقوى وصلة الرحم ومساعدة الناس وحل المشاكل والخلافات بينهم وإصلاح ذات البين واشتهر كذلك بحل المشاكل الزوجية فإذا سمع بحالة طلاق فإنه يسارع للإصلاح بين الزوجين وحل الخلاف بينهم ما استطاع الى ذلك سبيلا وكذلك توضع عنده الزكوات فيوزعها مع ابنائه في القرى على المحتاجين تبرعا بدون مقابل، كما يعالج الناس لوجه الله تعالى بالطب الشعبي مثل الكي والفصد وجبر الكسر وعلاج الواهنة وذلك لوجه الله تعالى وكان مؤذناً وإماماً لقريته لسنوات طويلة ونشأ منذ صغره ولا يزال في قرية من قرى المدينة المنورة واشتهرت عنه قصة في طفولته أنه حضر لوالده أضياف وليس عنده ما يقريهم (يكرمهم ) فيه ، فخرج وهو طفل وعمره سنتين من البيت ( بيت الشعر ) يبكي وجلس ينبش حول شجرة رمث بجوار البيت فلما لحقته أمه وجدت جنيه ذهب خرج من نبشه بالتراب ففرحت وفرح والده وكان الجنيه قبل اكثر من 80 عاما يعتبر مبلغا كبيرا فاشترى شاة وذبحها لأضيافه ووفر ما يحتاج اليه أهله من زاد واصبح والده يرى فيه الخير والبركة ، وقد امتد العمر بوالده ووالدته حتى تجاوزا المئة عام وجعل برهم وخدمتهم أهم عمل له ، وقد سمعت منه أنه لم ينم في الليل عند زوجته مدة ثلاث سنوات وكان ينام عند أمه ويرضعها الحليب بالرضاعة وكانت زوجته ترعى والديه وتبرهم برا شديدا ، وقال انه أقسم أن لا يتزوج عليها ابدا مما صنعت له من معروف ويدعوا لها ولا ينسى معروفها . ونبدأ القصة ، فيقول الشيخ أن لديه معارف منذ كان شابا في قرية اخرى بعيدة وقد تزوج ابنهم وانجب ولد، والان الولد يحبو وارسلوا له يطلبون منه زيارتهم ، ولا توجد في ذلك الزمان (قبل ٤٠ سنة ) جوالات أو وسائل اتصال الا ما ندر وفي المدن الرئيسية ، يقول ذهبت يوم الجمعة الى تلك القرية وصليت العصر فيها ثم ذهبت لمنزلهم ، فطرقت الباب ، فردَت علي زوجة ابنهم وقلت انا فلان ، فقالت حياك الله يا عم ، وعمتي ( ام زوجها )عند الجيران ولكن تفضل في المجلس ومن عادات القرى في السابق أن المرأة تكرم الضيف ولو لم يكن زوجها موجودا وذلك مما تحمد عليه ويفتخرون فيه ، فيقول دخلت المجلس وأحضرت المرأة القهوة وكذلك طفلها الصغير وكان في الغرفة باب حديد أسود يحركه الهواء ، فقالت هذا الباب قام زوجي بتركيبه لغرفة داخلية ولكن القفل به عطل فلا نستطيع اغلاقه ، فقلت لها احضري لي مفك وزراديه أحاول أصلحه إن شاء الله ، يقول فدخلت بالغرفة لإصلاح الباب ودخلت الغرفة لتعطيني العدة وبقدرة الله جاء هواء قوي فأنغلق الباب علي بالغرفة والمرأة معي في الغرفة ,وكانت المصيبة أن الباب لا يمكن فتحه فحاولت بكل وسيلة فالقفل عطلان والباب مغلق بإحكام ، يقول عندما استوعبت المرأة الموقف صرخت وقالت الآن يأتي زوجي (وكان يعمل في الشرطة في مركز بعيد من القرية وقد اقترب وقت عودته) ، ومعه سلاحه فيجدني معك بالغرفة وهي مغلقة فيقتلنا ، وولدي الصغير في الغرفة وحده وعنده القهوة والشاي ساخنة فيحبو اليها فتقع عليه وتحرقه ويموت ، فصرخت وأغمي عليها من هول الموقف ، أما أنا فلم أستوعب ولم أصدق ما انا فيه ، يقول فأصبحت ادعوا وأبكي وأقوم وأجلس وأقول تكفى يارب إنك تنجيني ولا تجعل موتي على هذه الحال وفي هذه الخاتمة وأنا إمام لقريتي سنين طويلة فيقال قتل عند امرأة ، يقول وأصيح وأدعوا ومن دعائه ( يا مهبب الأرياح يا خلاق الأرواح يامخرج الحي من الميت ويا مخرج الميت من الحي ، يا مغيث أغثني ، يا مغيث أغثني ، يا مغيث أغثني ، اللهم صل وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، يقول وعندما كدت أغيب عن نفسي من البكاء والدعاء وأستمريت على ذلك ولا أعلم كم إستغرقت على هذا الحال ،سمعت ضربة قوية في الباب فذهبت للباب فوجدته قد انصدع من الأعلى الى الأسفل كأنه ضرب بسيف قاطع وانفتح الباب ، فلم أصدق نفسي وخرجت من الغرفة ووجدت الطفل بجوار القهوة ولكن لم يقترب منها ولم يصبه أَذى وسحبت المرأة الى خارج الغرفة وصببت عليها ماء فلما أفاقت، لم تصدق أن الله أنجاها ، ثم خرجت من المنزل وأنا لم أصدق أن الله أنجاني من هذا الموقف ولكن الله على كل شيء قدير، ولم أعد الى هذه القرية ابدا. قصة عجيبة حقيقية لكرامة من كرامات الله لعباده المؤمنين والتي لا تنقطع ويشاهدها الكثير منا كل يوم، فكم ممن انجاه الله سبحانه وتعالى من حادث محقق يعرف لطف الله فيه وكم منا من فرج الله عنه كربة لم يكن لها مخرجا الا الله سبحانه وتعالى ، وكرامة الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بنصرها وتمكينها ونصر عباد الله المؤمنين مستمرة الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ، فلنعلق رجاءنا بالله وحده ونرفع أيدينا ونسأل الله كل حوائجنا ونسأل الله كل ما نتمناه وكل ما نطلبه ونرجوه من أمور الدنيا والآخرة والله هو السميع المجيب وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين. وثق هذه القصة من صاحبها: المهندس منصور المحمدي المدينة المنورة – الجمعة 20-7-1439هـ mansourmf@gmail.comمرتبط
مشاركة :