قال الشاعر زهير بن أبي سلمى :ومن هاب أسباب المنايا ينلنهوإن يرق أسباب السماء بسلمجوزيف أديسون كاتب وشاعر وسياسي بريطاني له عبارة تقول (الخائف أمام الخطر يفكر بساقيه) ويبدو أن الرئيس الأمريكي يشعر بالخطر في حال بقاء الجيش الأمريكي في سوريا فقد تكون هناك مواجهة مع روسيا وإيران بعد القضاء على كلاب النار داعش ولذلك قرر أن يسحب الجيش الأمريكي من سوريا بعد عدة أشهر وقد أجل قراره بالانسحاب بناء على طلب من مستشاريه ولكنه مازال مصرا على انسحاب الجيش من سوريا.إن الطبيعة ترفض الفراغ وطبعا في حال انسحاب الجيش الأمريكي سوف يملأ هذا الفراغ كل من روسيا وإيران وتركيا وهي دول بينها اجتماعات واتفاقات وآخرها كان في اسطنبول قبل يومين وذلك لتوزيع الكيكة بين هذه القوى ولذلك نقول إن انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا سوف يكون بمثابة خدمة مجانية للدول التي تحتل سوريا وهي روسيا وإيران وتركيا وهو بلاشك قرار مدمر. لاشك أن هذا القرار الكارثي سوف يؤثر على أمن الخليج وذلك لأن النظام الإيراني سوف يتمدد أكثر ويحقق مايخطط له من إنشاء الهلال الشيعي الذي يمتد من طهران إلى بيروت مرورا في بغداد ودمشق وحتما بعدها سوف تكثف إيران دعمها لميليشيات الحوثيين في اليمن مما يهدد أمن واستقرار المنطقة.أيضا هناك أطماع تركية بعد السيطرة على مدينة عفرين فهي سوف تستمر في احتلال المدن السورية وسوف يكون الدور على مدينة منبج وهناك تسريبات أن تركيا سوف تعين واليا تركيا لهذه المدن السورية تمهيدا لضمها إلى تركيا كما ضمت في السابق لواء الاسكندرون وانتزعته من سوريا. لايخفى على أحد أن هناك مشاريع وأطماع توسعية لدى كل من النظام الإيراني والنظام التركي فهذه الدول تريد إحياء الامبراطورية الفارسية من ناحية والامبراطورية العثمانية من ناحية أخرى والانسحاب الأمريكي سوف يساهم في إعادة إحياء هذه الامبراطوريات . صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام طلب من الرئيس الأمريكي ترامب بالتريث وعدم الاستعجال في الانسحاب من سوريا وحتما سوف يكون لقرار انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا تداعيات على العلاقات الأمريكية السعودية لأن هذا القرار سوف يستفيد منه النظام الإيراني وذلك بالتمدد والتدخل في شؤون دول الخليج مما يزعزع أمن واستقرار المنطقة .أيضا الانسحاب الأمريكي يعد تهرب الولايات المتحدة الأمريكية من التزامها بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة في القضية السورية وخاصة القرار 2254 الذي هو الأمل الأخير للمعارضة السورية في إيجاد حل سياسي للقضية السورية .المثل الشعبي يقول (لاطبنا ولا غدا الشر) وهو ينطبق على سياسة ترامب المترددة والضبابية والتي لا تختلف كثيرا عن سياسة الرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي كانت مواقفه المترددة والضعيفة من أهم عوامل اندلاع ثورات الربيع العربي والفوضى التي اجتاحت المنطقة وكان الأمل في الرئيس ترامب لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة ولكن للأسف إلى الآن الرئيس ترامب يسير على خطى الرئيس السابق أوباما مما يلقي بظلال من الشك حول إيجاد حل لقضايا المنطقة التي تزداد تعقيدا .نقول لا عزاء للشعب السوري البطل فقد تخلت عنه كل الدول الصديقة حتى المملكة العربية السعودية أكبر داعم للمعارضة السورية قد قبلت بوجود الجزار بشار رئيسا لسوريا بعد أن كانت تطالب برحيله وهو نفس موقف كل الدول الصديقة ويبقى الأمل في المعارضة السورية أن توحد صفوفها وتخوض حرب عصابات طويلة وتحويلها إلى حرب استنزاف حتى يتحقق الحلم وهو تحرير سوريا من نظام الجزار بشار والدول المحتلة وهي روسيا وتركيا والراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني والميلشيات الإرهابية التابعة له.أحمد بودستور
مشاركة :