قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: إن فضل الأم والأب على أبنائهما عظيم، فهما سبب لوجودنا في الحياة.وأكد مفتي الجمهورية اليوم الجمعة في لقائه الأسبوعي في برنامج "حوار المفتي" على قناة "أون لايف" أنه لا مانع شرعًا من تخصيص يوم للاحتفال والاحتفاء بالوالدين، ولا يوجد نص شريف يمنع ذلك، ومن يستشهد على عدم جواز ذلك بترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر فهذا ليس دليلًا على المنع؛ لأنه لم يرد نص ينهى عن ذلك، بل الترك هنا فيه دليل على الإباحة، واستشهد فضيلته بمشاهدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للأحباش وهم يحتفلون بأعيادهم في وجود النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا أليس هذا دليلًا على مشروعية الاحتفال بعيد الأم.وأشار إلى أن الدين الإسلامي وكل الرسالات السماوية أوصت الأبناء بطاعة الآباء وحسن معاملتهم، وإن التذكير ببر الوالدين جاء في القرآن مقرونًا بعبادة الله تعالى؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}؛ فاقتران برهما بالعبادة دليل على عظم وأهمية هذا التكليف، وعلينا أن نضع هذا التكليف الإلهي موضع الأهمية.وتابع مفتي الجمهورية أن النظر إلى الوالدين وإلى المصحف وإلى الكعبة من صنوف العبادة لله تعالى، فالإحسان إلى الوالدين نوع من رد جميلهما على الإنسان.وأوضح، أن الأم أشد تعبًا من الأب في مرحلة التربية؛ لذا كان لها النصيب الأكبر من وصية النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين لما تلاقيه من تعب ومشقة في الاهتمام بهم، فعن أبي هريرة عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.وبين المفتي أن طاعة الوالدين هي نوع من أنواع الجهاد خاصة في كبرهما، فقد جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال له: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.وتابع: أقول لأبنائنا بأن الأب والام في مرحلة السن الكبيرة يحتاجان إلى أبنائهم فكونوا عونا لآبائكم في هذه المرحلة، ولا يجوز أن أؤذيهم بما يخدش المشاعر حتى لو كان كلمة أف لأن أذى مشاعر الوالدين محرم.واختتم لقائه بقوله إن رضا الله تعالى من رضا الوالدين لذا يجب الحرص كل الحرص على طاعة الوالدين طاعة لله حال حياتهما، ويكون بر الرجل بأبيه وأمه بعد موتهما بالدعاء لهما والتصدق عنهما وقراءة القرآن عنهما، وزيارتهما في قبرهما وصلة أصدقائهما وصلة رحمهما.
مشاركة :