استشهد ثمانية فلسطينيين، أحدهم متأثراً بجروحه، أمس، في «جمعة الكاوتشوك»، الجمعة الثانية ضمن مواجهات مسيرات العودة الكبرى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق قطاع غزة، حيث أكدت الأمم المتحدة وجود مؤشرات قوية إلى استخدام القوات الإسرائيلية القوة المفرطة تجاه المتظاهرين الفلسطينيين. وتفصيلاً، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، استشهاد ثمانية فلسطينيين في الجمعة الثانية من مسيرة العودة، فيما بلغ عدد المصابين 1070. وأفاد الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة، بأن 1070 فلسطينياً وصلوا إلى المستشفيات والرعاية الأولية والنقاط الطبية، منهم 551 مصاباً في الرعاية والنقاط الطبية و442 مصاباً في مستشفيات الوزارة و77 في المستشفيات الأهلية، ومن الإصابات 12 سيدة و48 طفلاً، ووصفت إصابات 25 بالخطيرة و239 بالمتوسطة و156 بالطفيفة، بالإضافة إلى إصابات أخرى متنوعة. وأكدت الصحة استشهاد فلسطينيين شرق المنطقة الوسطى وهما صدقي فرج أبوعطيوي (45 عاماً) من سكان النصيرات، وإبراهيم العر (20 عاماً)، كما استشهد الشاب محمد سعيد موسى الحاج صالح (33 عاماً) من سكان رفح بعد إصابته في الصدر والبطن، إضافة إلى استشهاد علاء يحيى الزاملي (17 عاماً) شرق رفح، واستشهاد الطفل حسين ماضي (16 عاماً) من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة، بعد أن ظل مجهول الهوية لبعض الوقت. وكان الشاب مجدي رمضان شبات استشهد شرق غزة التي أصيب فيها العشرات بالرصاص، فيما استشهد أسامة خميس قديح (38 عاماً) برصاص الاحتلال شرق خانيونس. وكان الشاب ثائر رابعة من سكان مخيم جباليا استشهد متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة قبل الماضية، حيث جرى تشييعه ظهر أمس. ورفع ذلك عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 29 منذ بدء «مسيرات العودة» قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، التي يتوقع أن تتواصل بمشاركة عشرات آلاف الفلسطينيين. وبدأت المواجهات عقب أداء الصلاة داخل وفي محيط خيم اعتصام يقيمها الفلسطينيون في الطرف الشرقي لقطاع غزة ضمن «مسيرات العودة». وشوهد متظاهرون يتقدمون باتجاه السياج الفاصل وهم يلقون الحجارة باتجاه القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل، التي ردت بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز. وظهر عدد من المتظاهرين وهم ملثمون، وآخرون يرتدون أقنعة ويستعينون بالبصل لتفادي آثار استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأشعل مئات الشبان عدداً كبيراً من إطارات السيارات المطاطية، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان قبالة تمركز القوات الإسرائيلية خلف السياج الفاصل. ويريد المتظاهرون الفلسطينيون حجب رؤية القناصة من الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف السياج الفاصل. ودعت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة، التي تقوم عليها فصائل فلسطينية وجهات أهلية وحقوقية، إلى أكبر حشد شعبي شرق قطاع غزة، دون الاقتراب من السياج الفاصل. وفي جنيف، أكدت المتحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان، ليز تروسيل، وجود مؤشرات قوية إلى استخدام القوات الإسرائيلية القوة المفرطة تجاه تظاهرات الفلسطينيين على الحدود مع غزة، خصوصاً أن القتلى أو الجرحى كانوا غير مسلحين ولم يشكلوا تهديداً خطيراً لقوات الأمن الإسرائيلية. وطالبت المتحدثة في مؤتمر صحافي، أمس، القوات الإسرائيلية باحترام حقوق التجمع والتعبير السلمي للفلسطينيين، واستخدام وسائل غير عنيفة في التعامل معهم، وذلك وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وشددت على ضرورة عدم استخدام الأسلحة النارية «إلا في حالات الضرورة القصوى، وكملجأ أخير وردّ على تهديد وشيك أو خطر». وكانت إسرائيل قد حذرت، في وقت سابق، على لسان وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، بأنها ستبقي على الأوامر المعطاة إلى جنودها سابقاً بإطلاق النار على الحدود مع قطاع غزة في حال حصول ما تسميه «استفزازات».
مشاركة :