أعلنت قوات الجيش اليمني بدء المرحلة الثانية من عملية «قطع رأس الأفعى» العسكرية في محافظة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي الإيرانية وزعيمها عبدالملك الحوثي، حيث تهدف العمليات إلى الوصول إلى منطقة مران بمديرية حيدان جنوب غرب صعدة، فيما تمكنت من فرض حصار من ثلاث جهات على منطقة مديد مركز مديرية نهم، وواصلت عملياتها العسكرية في ميدي بمحافظة حجة وقانية والملاجم في البيضاء، مع تمكن مقاتلات التحالف من تدمير مخازن أسلحة ومواقع سرية للحوثيين في مناطق عدة. 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين خلال معارك عنيفة غرب ميدي. وفي التفاصيل، أكدت مصادر عسكرية في محافظة صعدة شمال اليمن انطلاق المرحلة الثانية من عملية «قطع رأس الأفعى» العسكرية، الهادفة للوصول إلى مسقط رأس عبدالملك الحوثي في منطقة مران بمديرية حيدان جنوب غرب المحافظة، التي باتت قوات الجيش والتحالف على مشارفها، بعد السيطرة على معسكر الكمب وسوق الملاحيط في مديرية الظاهر القريبة من حيدان. وكانت قوات الجيش، بمساندة التحالف، استكملت تأمين معسكر الكمب بمديرية الظاهر، بعد تنفيذها عملية واسعة لتأمين المعسكر وتطهيره من الألغام والمتفجرات، واتخاذه مقراً للعمليات نحو حيدان، كما تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة باتجاه وادي الفرع والجبال المطلة عليه، وغنمت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية وأجهزة اتصالات، إلى جانب تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة. وأكدت المصادر أن العملية الجديدة تأتي بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة للشرعية والتحالف، بينها قوات سعودية وسودانية وخبراء عسكريون من التحالف، للإسهام في حسم المعركة بأقل التكاليف، واستغلال الانهيار الكبير في صفوف الحوثيين، الذين تفر عناصرهم إلى حرف سفيان في عمران وحجة. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من المناطق التابعة للحوثيين في جبهات كتاف باتت محاصرة بالكامل، إلى جانب فرض سيطرة نارية على مناطق أخرى خاصة في حيدان ورازح، وقريباً سيتم فتح جبهات جديدة في مديريات حاسمة، منها الصفراء وشدا، إلى جانب التقدم من جبهات الجوف نحو شمال شرق صعدة. وفي نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، أكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش بدأت فرض حصار على منطقة مديد مركز المديرية من ثلاث جهات، تمهيداً لتحريرها، فيما استمرت المعارك في ميمنة الجبهة باتجاه الجوف وأرحب، إلى جانب استمرارها في التقدم نحو مناطق جديدة في قلب وميسرة الجبهات، وفقاً لناطق المنطقة العسكرية السابعة، العقيد عبدالله الشندقي. وأشار الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن الجيش بعد تحريره جبلي الصخر والأحمر، وقبلهما سلسلة جبال جرشب، بات قادراً على استهداف مواقع الميليشيات في المديريات المحيطة بنهم، ومنها أرحب وبني حشيش وبني الحارث، وصولاً إلى المواقع في جبل نقم شرق العاصمة مباشرة، إلى جانب معسكرات الجميمة وبيت دهرة وقاعدة الصمع، وغيرها من المواقع العسكرية الواقعة شرق وشمال العاصمة صنعاء. وأوضح الشندقي أن قوات الجيش، مسنودة بالتحالف، تواصل التقدم نحو جبهات جديدة في محيط العاصمة، مع استمرار عمليات التطهير والتأمين لما تبقى من نهم، التي تعد أكبر مديريات العاصمة صنعاء، وفي حال الانتهاء من نهم ستكون العاصمة الهدف المقبل مباشرة، خصوصاً أن جبهات الجوف ومأرب في طريقها للالتحام بجبهات العاصمة صنعاء. وأكد الشندقي أن المعارك لاتزال مستمرة إلى هذه اللحظة، وسط انهيارات كبيرة في دفاعات الميليشيات، ويتكبد الحوثيون خسائر بشرية فادحة طالت القيادات الميدانية للميليشيات، كان آخرها مصرع العقيد حميد المشراقي مع عدد من عناصره في جبهة نهم، إلى جانب مصرع 18 انقلابياً في جبهات المديرية. وفي البيضاء وسط اليمن، وصلت قوات اللواء 117 مشاة إلى مناطق جديدة في منطقة قانية على الحدود بين مأرب والبيضاء، وحررت مواقع استراتيجية جديدة، وفقاً لمصادر عسكرية، مشيرة إلى جبل الفالق ومناطق هضبة رمضة وجبل الوعيل وجبل خرفان المطلة على منطقة قانية باتت محررة، إضافة إلى تحرير منطقة اليسبل وعدد من المواقع والتباب، كما تمكنت من فتح جبهة جديدة في مديرية ردمان شمال البيضاء. في الأثناء، أكدت مصادر محلية مصرع القيادي الحوثي المكنى «أبوقصي» في غارة للتحالف، استهدفت تجمعاً للحوثيين في مكتب المالية بمديرية السوادية، إلى جانب تدمير مخازن أسلحة للميليشيات بالقرب من المعهد الفني بالمديرية نفسها، كما استهدفت مقراً سرياً لعناصرها في المناطق الواقعة بين مأرب والبيضاء، كان يستخدم في إدارة عمليات التخريب وإرسال الميليشيات إلى جبهات صرواح في مأرب، في حين أكدت مصادر ميدانية تمكن الجيش في السوادية من أسر 10 من عناصر الحوثي، في كمين ناجح لوحدات من الجيش مسنودة بالمقاومة. وفي حجة، شهدت المناطق الغربية لمديرية ميدي مواجهات بين قوات الجيش، مسنودة بالتحالف، وميليشيات الحوثي الإيرانية، التي حاولت التقدم نحو المباني التي يحاصر الجيش فيها عناصر الحوثي منذ أكثر من شهر، لمحاولة فك الحصار عنهم، لكنهم تكبدوا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وفقاً لمصادر ميدانية، بعد اشتراك مقاتلات الأباتشي في صد الهجوم. ودارت معارك عنيفة بين الجيش والميليشيات غرب ميدي، تحولت إلى عملية عسكرية واسعة للجيش باتجاه الطرق الرابطة بين حيران وعبس باتجاه ميدي وحرض، وذلك بهدف تأمين تلك الطرق، ومنع تدفق عناصر الحوثي باتجاه مواقع الجيش في تلك المناطق، ما خلف 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين، إلى جانب تدمير عربات عسكرية تابعة لهم من قبل مقاتلات التحالف التي شنت 15 غارة على عتادهم العسكري. وفي إب، شيعت ميليشيات الحوثي 17 من عناصرهم قتلوا في جبهات حيس على الساحل الغربي لليمن، والقريبة من مديريات المحافظة الغربية، مثل العدين وحزم العدين، فيما تجددت المواجهات بين الجيش والميليشيات في الضالع القريبة من إب، حيث تركزت في قرى الشرنمة بالعود شمال الضالع.
مشاركة :