كنـوز الدنيـا لا تعــوض خســارة الـديـــن

  • 4/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين : أكد فضيلة د. محمد حسن المريخي أن الغنى الحقيقي هو الغنى بالله تعالى والعمل بالدين والتحلي بأخلاق المسلمين وأدب الصالحين مشيرا إلى إن الإنسان مهما أوتي من غنى الدنيا فلن يعوضه إذا خسر دينه وأخلاقه. وقال د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: ما أقبح الإنسان بلا حياء ولا أدب، يقترف القبائح، ويفعل ما شان من الرذائل والسواقط والدنايا، ولا يتورع عن اقتحام كل خبيث وساقط بعد أن عطل دينه وأهمل أخلاقه. إهمال الدين وبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذا الحال المتردي لمن أهمل دينه ولم يتخلق بالأخلاق الكريمة، فقال صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت). وأضاف الخطيب قائلا: هذا الحديث الشريف من أخبار النبوات الأولى وما من نبي إلا ودعا إلى خلق الحياء، وبعث به، ونصح ومازال هذا الأمر بالحياء في كل النبوات حتى وصل إلى رسول الله الذي دعا إليه وحث الأمة للتحلي به، وتدرع رسول الله به وأصحابه فكان أشد حياء من العذراء في خدرها صلى الله عليه وسلم، فهذا المعنى لم ينسخ ولم يذهب كما ذهبت النبوات ذاتها. وذكر أن الحديث فيه أيضا تهديد ووعيد فهو يقول لكل من يتخلى عن خلق الحياء، اعمل ما شئت فإن الله يجازيك عليه، كما قال الله تعالى (اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير) وقوله تعالى (فاعبدوا ما شئتم من دونه). حقيقة الحياء وأوضح أن الحياء شعور داخلي يبعث على الكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، وهو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله عبده ويحيله عليها ولذلك لا نجد الكافر يعرف شيئاً عنه فهو أبواب مشرعة. ونبه إلى أن المؤمن الذي لا يجد في نفسه الحياء فليراجع إيمانه وليفتش في إسلامه، فذهاب الحياء علامة خطر وضعفه نذير ضرر. وذكر أن أهل هذا الزمان يرون الحياء عيباً وعاراً، وتأخراً وتخلقاً وتفويتاً للفرص، فيجب الهروب منه والتخلص من دثاره، وتركه ونبذه وراء الظهور مبينا إن قلة الحياء اليوم، تكاد تكون عالمية بمعنى أنه يشمل العالم كله، مؤمنهم وكافرهم فالجميع لا يستحيون إلا من رحم الله منهم. ظلم العالم وقال إن عالم اليوم عالم ظالم يتبنى الظلم ويقف مع الظالم ويؤيده ويدافع عنه في المحافل الدولية، ويفوت على أهل الحق حقوقهم ويقف ضد الحق وأهله لا يستحي ولا يجد غضاضة في الظلم وتضييع الحقوق متسائلا: ألا ترون هذا الظلم الواقع على أهل فلسطين المستمر منذ ستين سنة، والعالم يتفرج على المآسي والقتل والحرق والتدمير ومصادرة الأراضي، بل العالم بعضه بذل نفسه لاستمرار المأساة وذهاب حقوق الفلسطينيين والتوغل في تغييب القضية، ولا يلوح في الأفق أي حل أو تسوية. وأكد أنه عالم ظالم كذاب فاسق منافق مرائي، يتفرج على مآسي المسلمين، مؤسسات وهيئات ومنظمات دولية لا حول لها ولا قوة، تقف عاجزة عن الحل والنجدة والإنقاذ ولا تملك إلا الشجب والتنديد والاستنكار. الأزمة السورية ومضى إلى القول: ألا يرى هذا العالم الظلم المستمر منذ سبع سنين على أهل سوريا، يقتلون ويعذبون وينحرون، تقصفهم الطائرات ليل نهار، ويضربون بالمدافع والصواريخ وتدمر عليهم بيوتهم وتخر عليهم الأسقف من فوق رؤوسهم، وكلما اجتمع العالم ليقول كلمة في حقهم اعترض عليه قوم أو دولة بما يسمى حق النقض الفيتو، فأحبط اجتماعه وأفشل كلمته واستمر العذاب على المسلمين. وتساءل: أما آن لهذا العالم المتخلف الأعمى أن يهجر عنه الأنظمة والقوانين التي تعرقل مهمته وأمانته ويوقف سخريته بالناس والأبرياء، أما آن له بهيئاته الدولية أن يضع قانوناً صارماً يعاقب به من يفسد ويخرب ويعتدي ويظلم ويؤدب بمقتضاه كل من قل أدبه وانحرف عن الجادة، أما آن له أن يوقف مأساة أهل سوريا ويقول للظالم كفى ظلماً وقتلاً ويمنع عربدته وتخريبه، أما آن له أن يوقف مأساة المسلمين في بورما، أما يكفيه المجازر والوحشية والتحريق والطرد وطمس الهوية والاستيلاء على حقوقهم. صفاقة الوجه وبين د. المريخي أنه إذا ذهب حياء المرء صار صفيق الوجه فيجمع بين الوقاحة وعدم الحياء مضيفا أنه إذا صار المرء صفيقاً فلا تسل عن حاله وخلقه ودينه. وأكد أن في الدنيا الكثير من صفيقي الوجوه، الذين ودع الحياء وجوههم والخلق الكريم محياهم، فأخضعوا الحياء لأمزجتهم وشهواتهم يقدمونه ساعة ويؤخرونه ساعة، مشيرا إلى أن من لا يعجبه قولك وحالك فأنت في نظره لا تصلح لتعيش أو تمشي على وجه الأرض، ومن لا تسايره وتؤيده في فكره وثقافته فأنت لست مثقفاً، ومن لا ترضى عن بدعته وخرافته فأنت متطرف ومن أنكرت عليه همجيته وشدته فأنت إرهابي، ومن لا تشاطره معتقده في الضلال فأنت خطر على الإسلام، وهكذا ألقى بهم عدم حيائهم وصفاقة وجوههم في التخبط والضياع. قلة الإيمان وشدد خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب على أن قلة الأدب والحياء بلاء عريض على الإنسان يفقده مكانته ومنزلته في الحياة الدنيا والآخرة وهو سبب فساد العقائد وقلة الإيمان وضعف الشعور بمكانة دين الله وضعف الديانة والنظر إلى الدنيا نظرة الغرور والطمع ولفت إلى أنه لما ذهب الحياء نزل في الساحة العرجاء والعجفاء المريضة والهزيلة والعوراء والكسيرة والمنخنقة والمتردية والنطيحة.

مشاركة :