كانت العيون الخليجية ترقب المشهد الخليجي، فهنا مباراة كرة قدم مهمة في استاد الملك فهد الدولي بالرياض، بين منتخبين خليجيين يلعبان مباراة ضمن دورة كأس الخليج الـ 22. وهنا العين الأخرى تتفحص في الرياض أيضاً وترف كمن ينتظر عودة حبيب ٍغائب على عجل، كأن الريح تحته يحركها يمينا وشمالا، يدير الريموت كونترول، ينتقل بين القنوات الرياضية والإخبارية ليرى ما تمخض عنه مؤتمر الرياض وما صدر عن قادة مجلس التعاون الخليجي. فتارة يشهد هدفا ملعوباً بحرفية يأتي بشكل مباغت وسط صيحات الجماهير، وتارة ينتظر الخط الأحمر بالفضائيات الإخبارية لينقل له خبراً عاجلاً. جاءت البشائر: تم حل الخلاف وتم رأب الصدع وأصبحت صفحة من ماض وانطوت بلا رجعة كما نتمناها. عودة السفراء الخليجيين إلى قطر، أكدت أن ليس هناك خليجي واحد يشك أن العلاقة بين الإخوة تطول، أو أن قطيعتهم قد تمتد سنين طويلة، بل هي عبارة عن حطب واشتعل وأصبح رمادا تذروه الريح. يحصل هذا هنا وهناك وفي كل بلدان العالم والجيران، فالخصام الشديد والوئام الأشد كما في البيت الواحد، ولكن يبقى الماء ماء والدم دماً وتبقى قطر هي لؤلؤة الخليج الفاتنة التي تطرز شطآنها الزرقاء انعكاسات ضوئها البراق في عنق الخليج، وتبقى محبتها راسخة وقوية تضرب أطنابها على ضفاف الخليج. هي الحنكة والأبوة والرؤومية التي اعتدناها من والدنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التي لايمكن أن يأتي في مكانها شيء آخر في نفس وروح عبدالله الملك، الذي كعادته يجمع ولايفرق، يدني ولا يبعد، يلم الشمل وشمل الالتمام، يسمع ويصفح. ملك تاريخه العروبي الأصيل، يتنوع من الدفاع عن العروبة والإسلام وفي كل شأن، وتاريخ يقوم على جهود جبارة وعديدة لجمع كل قادة العرب للتسامح والتصالح والتصافح، فهو روح الالتقاء والسلام والوحدة. خبر عودة السفراء الخليجيين إلى قطر، خبر مفرح بالنسبة لنا كخليجيين، وكنا مدركين جداً أن تلك الغمة لابد أن تنقشع وتذهب بعيدا، وأن تسمو روح المحبة بين الأشقاء التي لايمكن أن تتزعزع أو تتخلخل مهما اصطدمت بالصخر. وقطر هي كما سميت عاصمتها دوحة الخير، وقطر هي التي تبقى عشيقة الخليج فنحن أنتم، وأنتم نحن، وتبقى المحبة والأخوة فوق كل شيء.
مشاركة :