تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح البدير، عن نعيم الجنة ومنزلة المؤمنين الصادقين فيها، حاثًا على ضرورة الاجتهاد والعمل لنيل أعلى المراتب فيها. وجاء في خطبته، أمس الجمعة، “الجنة دار لا ينفد نعيمها ولا يبيد، زينت كرامة للمتقين الذين لا يخشون فيها هما ولا صخبًا ولا نصبًا، ولا يخافون فيها فقرًا ولا دينًا ولا إخراجا ولا انقطاعا ولا فناء”. وأوضح أن “من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، ولا تبقى ثيابه ولا يفنى شبابه”، مضيفًا أن “رؤية الله تعلى في الجنة هي الغاية التي شمر إليها المشمرون وتنافسها فيها المتنافسون، وانحرم منها الذين هم عن ربهم محجوبون وعن بابه مطرودون”. ودلّل البدير على قوله، بالحديث القدسي “إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟، فيقول أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم”. وأشار البدير، إلى قول ابن القيم: “إن سألت عن يوم المزيد وزيادة العزيز الحميد ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر”. وأضاف “ما أعظم التكريم برؤية الله في الجنة، يرون ذا الجلال والجمال والكمال الذي طالما عبدوه، وسبحوه وهلّلوه، وسجدوا له، وعظموه”.
مشاركة :