جماعة التبليغ موصوفون بأنهم جماعة دينية وديعة و مسالمة ، و أنهم يختلفون من حيث العقيدة عن بقية الجماعات التأسلمية التي تتواجد على الساحات الإسلامية ، كيف ؟ هكذا يحاولون أن يظهروا أنفسهم على الناس ، غير أن الواقع لا اختلاف أو خلاف بين التبليغ و الإخوان و السلف و القاعدة و النصرة و البوكوحرام ، و العفاريت الزرق ، فكلهم في النهاية يمارسون العنف و معاداة الآخر ، و هذا الآخر ليس بالضرورة من ملة أو من دين آخر ، بل من ذات الدين و الملة ، فالتيارات المتأسلمة لئن تعددت أسماءً و مسميات لكن في النهاية يظل الهدف واحد و هو إلغاء الآخر و الاستحواذ على السلطة ، مع عدم الإيمان بالديمقراطية و المشاركة الشعبية …جماعة من التبليغ يحتلون مصلى للنساء و يحولونه فندقاً خمس نجوم حيث يتخذونه مكاناً للمبات و لقضاء الحاجة ، وزارة الأوقاف كالعادة تعالج مسالة خروجهم من المصلى بالكثير من المراعاة و عدم إزعاج أو قلق منام المحتلين ، المسألة تحتاج إلى أن نفهم المسألة أكثر تفصيلاً ، مدير إدارة مساجد الفروانية السيد صلاح الشلاحي يشرح إن " المقصود من التعميم الصادر بشأن عدم دخول جماعة التبليغ إلى المساجد إلا بعد أخذ موافقة رسمية من الإدارة ، ليس منع جماعة التبليغ من دخول المساجد ، و إنما المقصود عدم المبيت في المساجد ، دون إذن الإدارة و موافقتها " انتهى الجزء الأهم من تصريح السيد الشلاحي ،. و رغم ذلك تجاهل التبليغيون تعليمات وزارة صلاح الشلاحي و اقتحموا المسجد و جعلوه منزلاً لهم …!!!هل أخطأ التبليغيون عندما اقتحموا المسجد متجاهلين تعليمات مدير المساجد ، أو هل لو لم تفاجئ النسوة احتلال رجال مصلاتهن و اضطرارهن للشكوى ، هل تحركت وزارة الأوقاف ، أم إنها تغاضت ، و كان لا هناك أمر يستحق إزاءه التحرك ، و عودة الأمور إلى نصابها الصحيح ، العجيب في تصريح السيد الشلاحي ، و الذي يبدو من سحنات وجهه أنه من الرجال المؤمنين الملتزمين متعاطف مع التبليغيين اكثر من أن يكون مسؤولا حكوميا ينفذ قراراً صادراً من وزارة تتولى مسؤولية الأمن الديني ، بمعنى أن للمساجد حرمة ، و عندما يخترق هؤلاء حرمة المسجد الذي هو بيت من بيوت الله و مكان للصلاة و التهجد ، و في أوضاع لا تضطر المقتحمون مبررات المبات في المسجد ، لكونهم لديهم بيوتاً آمنة يستطيعون اللوذ بها ، دون أحداث مشاكل أو إزعاجات للآخرين … وزارة الأوقاف من الدوائر الحكومية التي استنفذ الغرض الفعلي من وجودها ، فهناك هيئة ذات شخصية مستقلة تعنى بأمور الوقف السني و الشيعي ، و هناك دائرة أخرى تعنى بشؤون القصر ، و هناك إدارات شبه مستقلة تعنى بالأمور الدينية ، فما مبرر بقاء هذه الوزارة التي هي مربى و مرعى لفلول الأحزاب المتأسلمة من إخوان و سلف و تبليغ و حزب التحرير و دواعش و القاعد و و و ؟ لا صلاحية ، و لا مبرر لاستمرار هذه الوزارة ، و لعل الأجدى قيام مجلس أعلى للشؤون الدينية يضم تحت سقفه كل الأديان و المذاهب الإسلامية و غير الإسلامية ، الانفتاح يأتي من خلال الانفتاح على الآخر و الاعتراف به و بثقافته ، لن نكون منفتحين إذا لم نعترف بثقافة الآخر … حسن علي كرم
مشاركة :