الأزهر والإفتاء: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من البر والعدل

  • 4/8/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يحتفل الإخوة المسيحيون فى هذه الأيام بعيد القيامة، ويستمر مسلسل الفتاوى المضللة كل عام يحرم تهنئة الإخوة الأقباط، والإسلام بريء من هذه الفتاوى.دائمًا تحسم المؤسسات الدينية الجدل فى هذه المسائل، بل يحرص شيخ الأزهر ووزير الأوقاف والمفتي، على الذهاب إلى البابا تواضروس للتهنئة، مؤكدين أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يدعوان إلى السلام والتسامح والبر والقسط في التعامل مع أهل الكتاب.واستنكرت هيئة كبار العلماء بالأزهر، الأقوال التي تتردد بداية كل عام ميلادي وتحرم تهنئة شركاء الوطن بأعيادهم، والتي لا تستند إلى دليل منقول أو معقول وتضر بوحدة النسيج الواحد للوطن.تهنئة الأقباط بروأكدت الهيئة أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من البر الذي نص عليه كتاب ربنا: «لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، وهي إنفاذ لوصايا رسولنا الكريم بأقباطنا: «الله الله في أقباط مصر فإن لهم رحما ونسبا، الله الله في أقباط مصر فإنكم ستظهرون عليهم فيكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله».ووجهت رسالة للمتشددين: «لا يتصور لشريعة تجيز زواج أتباعها من الكتابيات والإنجاب منهن وتحرم تهنئة أمهات أولادهم بأعيادهن»، وأهابت بالمتصدين للإفتاء الابتعاد عن إصدار ما يضر باللحمة الوطنية ويصادم تعاليم شريعتنا الإسلامية ومقاصدها العامة، مناشدة عامة المسلمين عدم الالتفات إلى تلك الأقوال غير المنضبطة وغير المتسقة مع قواعد شريعتنا السمحة.الوحدة الوطنيةونبه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إلى أننا في حاجة ماسة هذه الأيام لإعادة دراسة العديد من المسائل الفقهية التي تتعلق بقضايا التعامل مع غير المسلمين وتهنئتهم بأعيادهم، خاصة في ظل هذه الظروف التي يتعرض فيها الوطن لمحاولات كثيرة للنيل منه ومن وحدة نسيجه الوطني.وقال وكيل الأزهر إن من القضايا التي ينشغل بها الناس ويتكرر الجدل حولها مع بداية كل عام ميلادي جديد، حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وما يقال في كل عام يعاد من دون جديد، موضحًا أن المولى عز وجل قال في كتابه الكريم: «لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، فالبر بشركاء الوطن ومودتهم من العدل فيهم بنص كتاب الله.الإسلام دينٌ كلُّه سلامٌونبه الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إلى أن تهنئة غير المسلمين بعيدهم جائز شرعًا، مشددًا على أن الإسلام دينٌ كلُّه سلامٌ ورحمةٌ وبرٌّ وصلة، يأمر أتباعه بالإحسان إلى الناس جميعًا.وقال مفتى الجمهورية إن الإسلام لا ينهى المسلمين عن بر غير المسلم ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، بل يأمر بهذا كله ما لم يُظهر الآخرُ العداء، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- القدوةَ الحسنةَ في التطبيق؛ كان يقبل الهدايا من غير المسلمين كما ثَبَت في صحيح السنة.وأوضح أنه من هنا فهم علماء الإسلام أن قبول هدية غير المسلم ليس فقط مستحبًّا لكونه من باب الإحسان، بل لكونه سُنَّةَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام؛ فروى شهود بعضهم أعياد غير المسلمين والأكل من الأطعمة المُعَدَّة للأكل فيها، مستحسنين لها بلا أدنى حرج، ونص الفقهاء على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع مراعاة أن لا يقترن ذلك بطقوس دينية أو ممارسات تخالف ثوابت الإسلام.وحذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، من أن المتشددين الذين يخرجون علينا بداية كل عام ميلادي يحرمون تهنئة شركاء الوطن بأعيادهم، والتي لا تستند إلى دليل منقول أو معقول وتضر بوحدة النسيج الواحد للوطن.وكشف المفتي السابق عن أن هؤلاء المتشددين استعانوا في أقوالهم بما قاله ابن القيم وابن تيمية في كتبهما، مشيرًا إلى أن كلا الإمامين أقرا بعدم جواز تهنئة غير المسلمين مُتأثرين وقت ذلك بما كان يحدث من حروب وخلافات بين المسلمين والصليبيين والتتار، لافتا إلى أن الزمن تغير.ورأى "جمعة" أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تعتبر من الأمور الاجتماعية، وليست من الأمور المخالفة للعقيدة مستشهدًا بقوله تعالى: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ».وبينّ المفتي السابق أن «البر» المأمورين به في الآية السابقة هو التواصل مع غير المسلمين، وأن نهنئهم بأعيادهم حتى وإن كانت مخالفة لعقيدتنا، وأن نزورهم عند مرضهم، وفعل كل شيء فيه ود ومحبة معهم.يسر الإسلام وسماحتهورفض مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، الفتاوى المتشددة، مؤكدًا أنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم وأفراحهم وتعزيتهم في أحزانهم، لافتًا إلى أن ذلك من يسر الإسلام وسماحته.

مشاركة :