قد نكون مقبلين على انتخابات برلمانية جديدة... فمن المهم أن تكشف نتائج هذه الانتخابات عن التفاوت الواضح بين أفراد المجتمع في إدراك الواقع وفي فهم التحديات والفرص، إلى جانب التفاوت في الخضوع للعادات والتقاليد والقوانين السارية، وعن التفاوت في الإمكانات والمواهب الشخصية والتفاوت في ظروف النشأة. لأن كل هذا يجعل تماسك المجتمع منقوصاً، يترسخ ويتجسد هذا التماسك المنقوص في اختيار المواطنين للمرشحين عندما ينقسم أفراد المجتمع إلى صنفين: صنف مدرك وواع واستوعب الدرس واتخذ من الماضي عبرة، ويختار من يمثل الأمة الكويتية بأكملها، وصنف آخر يختار من يمثل مذهبه أو قبيلته أو عائلته أو مصلحته الشخصية وإن كان متعصباً ومتطرفاً أو فاسداً. الكثير يتنبأ بصعوبة المرحلة المقبلة، إن أخطأ المواطن بالاختيار لمن يمثله ويمثل الكويت، فمن كان جادا بالإصلاح ومحاربة الفساد لا بد من التفكير في المبادرات والإجراءات والنظم والآليات والأدوات التي تجعل حياة المجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً، ومن المهم أن يشعر الناس بأنهم أقوى من المتعصبين والفُسّاد، وأنهم يجدون في الأعضاء من يحمي حقوقهم، ويلجأون إليهم في الأوقات الصعبة. ولعل من أهم ما يحقق الإصلاح ويحارب الفساد، بذل الكثير من الجهود الرسمية والشعبية لمطاردة الفساد وحصره في أضيق الزوايا، كما لا بد من إتاحة مساحات واسعة للنقد والنقد الذاتي الذي يساعد في تحقيق العدل. مهم جداً اختيار أفضل المرشحين وأصلحهم وأنشطهم لنصب موازين العدل، وتحصين القضاء وضمان استقلاله شرط جوهري للقيام بدوره المنشود. لا يخفى على أحدٍ منّا ان المعاناة كبيرة، إلا اننا إن استطعنا ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص على صعيد الخدمات الأساسية وعلى صعيد الوظائف والترقي الاجتماعي، وكسر حدة القلق والتناحر الاجتماعي الناشئ عن التباين الحاد الناتج من المحسوبية والواسطة، والتخلص من الأمية الطائفية والمذهبية وغيرها على نحو نهائي، والارتقاء بالولاء والانتماء للوطن، فسنتغلب على الفساد ونقضي عليه بل سوف نقتلعه من جذوره.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@
مشاركة :