حث الرئيس السابق الانفصالي لإقليم كتالونيا الإسباني كارلوس بوتشيمون، أمس، إسبانيا على «احترام الديمقراطية والاتفاقيات الدولية»، و«الإذعان لقرارات الأمم المتحدة» بإطلاق سراح السجناء السياسيين ودخول «عصر جديد من الحوار والمفاوضات»، بعد يوم من الإفراج عنه من سجن ألماني. ودعا بوتشيمون في مؤتمر صحافي عقده بمقاطعة كرويتسبرغ في برلين، إلى إجراء «مفاوضات على أساس الاحترام المتبادل»، في إشارة إلى محاولة كتالونيا الانفصال، وهو ما أدى إلى قيام الحكومة الإسبانية بحل برلمان كتالونيا والسعي إلى العودة القسرية له بعد فراره من البلاد. وبناء على مذكرة اعتقال أوروبية صدرت في مدريد، ألقت السلطات الألمانية القبض على بوتشيمون لدى دخوله البلاد قادماً من الدنمارك في 25 مارس الماضي، بينما كان في طريقه من فنلندا إلى بلجيكا، حيث كان يعيش في المنفى. وتطالب المذكرة بتسليمه للسلطات الإسبانية لاتهامات له بالتمرد وإساءة استخدام الأموال العامة المخصصة لتنظيم الاستفتاء الذي أجري العام الماضي بشأن انفصال إقليم كتالونيا. ودعا بوتشيمون إسبانيا إلى الإذعان «لقرارات الأمم المتحدة» التي تطالب بالإفراج عن السياسي الموالي للانفصال جوردي سانشيز، الذي كان مرشحاً من قبل البرلمان الكتالوني رئيساً مقبلاً للمنطقة، والاعتراف بقادة كتالونيا «ممثلين شرعيين». وأضاف: «هذا ما تتوقعه أوروبا. هذا ما يطلبه الشعب الكتالوني. هذا ما يحتاجه الاقتصاد والمجتمع والثقافة الكتالونية». وفي معرض انتقاد رفض الحكومة الإسبانية لأي احتمال بإجراء الانتخابات، أشار إلى أن التغيير في موقفها الصارم يمكن أن يسمح لإسبانيا بـ«تعزيز صورتها الدولية» بـ«عرض حلول سياسية لمشكلة سياسية بوضوح». وأضاف أنه يعتزم البقاء في ألمانيا حتى تنظر المحاكم طلباً إسبانياً بترحيله. وبعد انتهاء هذه العملية، قال إنه يعتزم العودة إلى بلجيكا واستئناف «أنشطته من المنفى». يشار إلى أن بوتشيمون فر من إسبانيا إلى بلجيكا في أعقاب قيام المحكمة الدستورية الإسبانية بإلغاء استفتاء في إقليم كتالونيا. وطلبت المحكمة العليا استدعاء بوتشيمون والمشرفين على الاستفتاء على خلفية تهم التمرد.
مشاركة :