يتصور البعض أنه يمكن أن نستغني عن كل المواد الكيميائية التي تسبب حدوث اضطرابات للهرمونات الطبيعية داخل الجسم، وتفقده التوازن الهرموني المسبب للكثير من المشاكل والأمراض المختلفة.كما يعتقد فريق آخر أنه يجب تعريف الأشخاص بحقيقة أن كل ما يحيط بهم يأثر في هذه الهرمونات، وهل من الممكن أن تقوم المؤسسات المعنية في الدول باتخاذ إجراءات واسعة للتخلص من هذا التلوث الهرموني وعمل خطط شاملة لمحاربته.لكن الحقيقة أن كل هذه الإجراءات والخطوات السابقة صعبة التطبيق، لأن هذه المواد الضارة تغلغلت في كل شيء حولنا، فهي موجودة في الهواء الذي نتنفسه وفي الماء الذي نشربه وفي الكثير من الأغذية التي نتناولها وأيضاً في العديد من المنتجات التي نستخدمها، ما جعل التخلص من هذه المواد الكيميائية المربكة للهرمونات أمراً مستحيلاً.بالإضافة إلى أنه حتى الآن لم تتوفر أساليب أو طرق وتقنيات يمكنها اكتشاف وجود المواد المربكة للهرمونات، وذلك في الصناعات المختلفة مثل مجال صناعة البلاستيك التي انتشرت على نطاق واسع للغاية، ودخلت في كل تفاصيل الحياة الدقيقة، فهل توجد طريقة تدلنا على وجود مربكات الهرمونات في هذه المنتجات.توجد بعض النصائح والإرشادات والخطوات التي يمكن تطبيقها لتقلل من درجة التعرض لهذه المربكات الهرمونية، وبالتالي انخفاض الأمراض والمشاكل والاضطرابات الصحية الناجمة عن هذا التعرض المستمر لهذه المواد الكيميائية الضارة، وفي هذا الموضوع سوف نقدم الإرشادات والنصائح والطرق التي يجب اتخاذها لتفادي التعرض لمربكات الهرمونات وحدوث خلل في التوازن الهرموني للجسم وظهور الكثير من المشاكل والأمراض. ترشيح المياه يجب اتخاذ بعض الخطوات السريعة للتخلص من التعرض لمربكات الهرمونات، وأول هذه الطرق هي التقليل أو التوقف عن التعرض للأستروجين، والبداية في اتباع خطة غذائية وطرق حياتية جديدة آمنة، الهدف منها مساعدة الجسم على الاحتفاظ بحالة التوازن الهرموني الطبيعي.وتطبيق بعض الطرق البسيطة يمكن أن يحمي من مربكات الهرمونات، ومنها على سبيل المثال القيام بترشيح مياه الشرب باستخدام فلتر أو مرشح مصنع من الاستانلس وليس الألمونيوم ولا البلاستيك، ويستعمل نظام الترشيح الكربوني، ولكن ما نراه في الحقيقة أن غالبية الفلاتر المتوفرة مصنوعة من البلاستيك في كل مراحلها.ويمكن اللجوء إلى المياه المعدنية التي تتم تعبئتها في عبوات مصنوعة من الزجاج، والبعض يستعمل المرشحات المصنوعة من الفخار وهي معقولة ولكنها ليست على درجة كبيرة من الجودة، وهذه المرشحات عموماً تعمل على التخلص من قدر كبير من هذه المربكات الهرمونية، وهي أفضل من عدم استخدمها لأنها على أقل تقدير تقلل مستوى هذه المواد الكيميائية رغم عدم إزالتها بشكل تام، وثاني الإجراءات الوقائية هو تناول الأطعمة العضوية، لأنها تكون غير محملة بالمبيدات الحشرية مثل الخضراوات والفواكه التقليدية، وبذلك تقلل من تعرض الأشخاص لهذه المبيدات الكيميائية.وفي حالة عدم الحصول على المنتجات العضوية، يجب غسل النباتات والفواكه والمحاصيل المرشوش عليها هذه المبيدات الحشرية بالماء جيداً وبشكل متكرر، ويمكن نقع بعض هذه الثمار في الماء لفترة من الوقت، أو إضافة بعض قطرات من الخل على ماء الغسيل أو النقع، فهذه الطريقة تعمل على تقليل الموادات الكيميائية الموجودة من المبيدات الحشرية والتي لها دور كبير في إرباك هرمونات الجسم، ويجب على الدول أيضاً التدخل لدى المزارعين لتطبيق المعايير والمقاييس العالمية في استخدام هذه المبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية المتمثلة في الهرمونات النباتية التي تعمل على نمو النبات بشكل سريع وبحجم أكبر وإنتاج أوفروكلما كان تطبيق المقياس العالمي كلما كان الضرر في الحد المسموح به، بالإضافة إلى اتباع عوامل التخلص من تأثير هذه المواد. الدهون والمبيدات يساعد تقليل تناول الأغذية الدهنية على انخفاض تأثير مربكات الهرمونات، لأن المركبات والمواد الكيميائية التي لا يستطيع جسم الحيوان التخلص منها، تتراكم داخل الدهون الحيوانية بصورة كبيرة، وعند تناول هذه الدهون تنتقل إلى جسم الشخص فوراً.وعند تقليل تناول الدهون الحيوانية ومشتقات الحليب يقل التعرض لهذه المربكات، ويمكن التعويض من خلال استهلاك الدهون البديلة الأخرى الرئيسية ومنها المكسرات والحبوب، ويجب التخفيف من تناول الأغذية الدهنية التي يتم تغليفها في عبوات البلاستيك، لأن هناك مواد كيميائية تضاف إلى هذا البلاستيك ليكون أكثر مرونة، وهذه المواد تنتقل إلى هذه الأطعمة بسهولة وتلوثها، ومنها الجبن والزبد والكعك والكيكة والمقرمشات عموماً والشوكولاتة، وأنواع كثيرة من الأطعمة الأخرى.وينصح المختصون بعدم تسخين الطعام المغلف بالبلاستيك، ففي بعض طرق الطهي يتم لف الطعام بنوع من بلاستيك الطهي، وهذه الطريقة تسبب تلوث الطعام بالمواد الكيميائية التي تنبعث عن هذا البلاستيك مهما كانت درجة جودته والأمان الذي يتصف بهوالخطورة تصبح أكثر في حال تسخين الطعام المغلف بالبلاستيك داخل أفران الميكروويف، والأفضل نقل الطعام إلى أوعية السيراميك أو الزجاجية القابلة للتسخين، كما يفضل التقليل من تناول العصائر والمشروبات المعبأة في عبوات من البلاستيك، ومن المعروف أن غالبية العصائر الموجودة في عبوات كرتونية تبطن من الداخل بطبقة من البلاستيك، حتى الفواكه الطازجة والخضراوات يتم تغليفها في عبوات من البلاستيك قبل البيع.ويفضل وضع هذه الأطعمة في أكياس ورقية والاستغناء على البلاستيك تماماً، ويمكن اللجوء أيضاً إلى المنظفات الطبيعية في تنظيف وغسل الملابس والاستحمام، ويوجد العديد من هذه المنظفات الطبيعية ولكنها غالية الثمن، فهي لا تترك أثراً في الأواني ولا الملابس ولا الجلد والبشرة، كما يفضل عدم استخدام المبيدات الحشرية في المنازل لقتل الناموس والحشرات. الضغوط والزنك يساعد تجنب الضغوط العصبية وكذلك التقليل من السكريات والمنبهات في التحسين من حالة التوازن الهرموني، لأن الضغوط العصبية المستمرة والاستهلاك المستمر للسكريات والمنبهات يؤدي إلى زيادة معدل هرمون الكورتيزول، والذي تنتجه الغدة فوق الكظرية.ومعروف علمياً أن هذا الهرمون يتعارض مع عمل هرمون البروجيسترون، ما يقود في النهاية إلى مشكلة ارتفاع سيادة الأستروجين، والوقوع في أعراض هذه السيادة والمتمثلة في أمراض ومشاكل كثيرة.وينصح الخبراء أيضاً بتقليل تناول اللحوم ومنتجات الألبان، لأنها مصدر للهرمونات الأستروجينية والدهون المشبعة، ومن المستحسن عدم الإفراط في تناول اللحوم والتقليل منها قدر الإمكان، وعند الرغبة في زيادة تناول اللحوم فيجب أن يكون مصدرها أحد المراعي الطبيعية، ويفضل تناول الدهون الأساسية التي تتحكم في استجابة الجسم للهرمونات، من خلال مواد مشتقة من دهون الطعام الرئيسية.والمصدر الغني بهذه الدهون الأساسية هو الأسماك الطازجة والبذور، ومنها بذور عباد الشمس والسمسم التي تحتوي على أوميجا6، بينما يحتوي اليقطين وبذور الكتان وأسماك السلمون والتونة والماركريل على الحمض الدهني أوميجا3، ويحتاج الجسم يومياً ملعقة كبيرة من هذه الزيوت أو الحبوب، ولذلك ينجح زيت عشب الأخدرية في علاج متلازمة ما قبل الحيض، ويمكن تحقيق حالة التوازن الهرموني من خلال تناول المكملات الغذائية لهذه الدهون الأساسية، حيث يحتاج الجهاز العصبي وجهاز المناعة وهرمونات الجسم إلى هذه الدهون باستمرار.ويجب أن نعلم أن الطعام الذي نتناوله لا يحتوي على الكمية الكافية من هذه الدهون الأساسية التي يحتاج إليها الجسم بشكل يومي، والجدير بالذكر أن زيت عشب لسان الثور وعشب الأخدرية يحتويان على نوع من الدهون الأساسية يسمى حمض اللينولينيك ويساعد بقوة على تحقيق حالة الاتزان الهرموني وعلاج متلازمة ما قبل الحيض.وتناول فيتامين «ب6» والزنك والمغنسيوم يساهم في تعزيز حالة الاتزان الهرموني، ويمكن تناول بعض المكملات الغذائية من هذه المعادن والفيتامينات. العقم والسرطان تشير دراسة حديثة إلى أن فرط التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في الطبيعة والتي يطلق عليها الزينو-إستروجينات، وكذلك الإستروجينات الناتجة عن تناول حبوب منع الحمل، وأيضاً الموجودة في الغذاء مثل اللحوم ومنتجات الألبان بصورة أساسية، يسبب الإصابة ببعض الأعراض والمشاكل المرضية، ومنها مرض البدانة ومرض البطانة الرحمية وأورام الثدي العادية والخبيثة، ومتلازمة ما قبل الحيض وهشاشة العظام وتكيس المبايض وحالات انقطاع الطمث، ويصل الأمر إلى الإصابة بمرض العقم والأورام اللينة الرحمية.كل ذلك يحدث بسبب الوصول إلى حالة تعرف باسم سيادة الإستروجين في الجسم وخاصة لدى النساء، وهي ارتفاع معدل الإستروجين إلى البروجيسترون، مما يسبب خللاً كبيراً في الجسم وتظهر الأعراض السابقة، وتكشف دراسة أخرى أن نسبة إصابة الأطفال بأمراض السرطان ترتفع بصورة كبيرة في البيوت التي تستخدم المبيدات الحشرية في الحدائق الخاصة بها أو داخل المنازل لقتل الحشرات، نتيجة الخلل الكبير الذي تحدثه في التوازن الهرموني لدى الطفل الصغير، وبالتالي يحفز ذلك على نشاط الخلايا السرطانية وظهورها وتكاثرها.
مشاركة :