«باب الشمس».. معاناة الشتات والمنفى

  • 4/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:محمدو لحبيب في روايته «باب الشمس» يسرد الكاتب اللبناني إلياس خوري قصة الحلم الفلسطيني المستمر بالعودة إلى الأرض التي اغتصبها المحتل وبسط هيمنته عليها، بعد أن هجّر منها أصحابها الأصليين.يسرد خوري حكاية (يونس) أحد أبطال المقاومة الذي ترك عائلته في فلسطين المحتلّة وهاجر إلى لبنان، وكان دائم المغامرة، يتسلّل من مخيّم لجوئه في لبنان إلى الجليل الفلسطينيّ ليزور زوجته (نهيلة) الّتي وصلت مع عائلة زوجها من قرية عين الزيتون التي دمّرها «الإسرائيليون»، إلى قرية دير الأسد لتسكن أحد البيوت الّتي تركها أصحابها وهاجروا من القرية، ويقوم بعمليّات عسكريّة ضدّ «إسرائيل»، ثم يعود بعد ذلك لمتابعة عمله الفدائيّ في المنفى، وهكذا دواليك، مع ما يكتنف تلك الرّحلة من مخاطر وما تبينه من مراحل النّضال والشّتات الفلسطينيّ.يؤكد خوري في روايته أن حلم العودة هو إرادة متيقظة دفعت بفلسطينيّين كثر لاجتياز الحدود اللبنانيّة - الفلسطينيّة في مطلع الخمسينيّات للعودة إلى قراهم رغم علمهم بأنّهم سيكونون فريسة للدّوريّات «الإسرائيليّة»، وقدّم من خلال روايته أكثر من خمس وثلاثين حكاية فلسطينيّة قصيرة أو متوسطة، تسرد مسيرة التهجير والمخيمات والناس الذين يحلمون بالحياة، ويحلمون بالوطن رغم كل ذلك، وجسد خوري في روايته هذه المأساة الفلسطينيّة بكل ما أفرزته من معاناة شديدة للفلسطينيّين في الشتات والهجرة والمنفى.حظيت الرواية بقراءات عديدة في مواقع مراجعات الكتب، وكانت موضوع تفاعل ونقاش كبيرين.إحدى القارئات تثني على الرواية فتقول: «رواية استثنائية من حيث الثيمة والمعمار، مكتوبة بصدق، تحفر عميقًا في الأسئلة، تتلمّس الحقيقة القابعة تحت طبقاتٍ من الكلام، مكتوبة بلغة قديرة لا تشبه إلا نفسها، لكنها تحتاج قارئًا صبورًا».قارئ آخر ينتقد الرواية فيقول: «يوجد مثل شعبي يقول: الحلو لا يكتمل أبدًا، وهذا المثل ينطبق تمامًا هنا على هذه الرواية.. كان من الممكن أن تكون هذه الرواية من أجمل ما قرأت هذا العام، أو على الأقل من أجمل ما قرأت عن فلسطين، لكن الكاتب أبى تمامًا إلا أن يفسد فرحتي.. وعليّ أن أقول إن القصة جميلة، وأسلوب الكاتب رائع، وطريقة سرده لأحداث الرواية لا يتملّكها إلا كاتب قدير ومتمكن تماماً من أدواته وأساليبه، ولكن ليت الكاتب كان قد اكتفى بكل ذلك، لقد أصرّ أن يخرّب معالم الرواية الجميلة، بمشهد أو مشهدين تضمّنا ألفاظاً عجيبة ما توقعت أبداً أن أقرأها في كتاب، يصنف على أنه عمل أدب، فضلاً عن المبالغة في الأريحية التامة عند الكاتب أثناء سرده لبعض الأحداث، وكأنها شيء معلوم ومعتاد سلفاً عند القارئ، حقيقة أنا يكفيني صعوبة الواقع الذي أعيشه، ولا أرى نفعاً في نقل هذا العالم إلى عالم الأدب».قارئ آخر يرى أن فكرة الرواية متميزة وإن لم يخل السرد من بعض العثرات، ويقول: «فكرة الرواية فريدة من نوعها ككل، ولكن السرد الروائي لم يخل من بعض الهنات، فعلى سبيل المثال كان هناك الكثير من التكرار والثرثرة التي لو تم تجنبها لما أثقل الكاتب على القارئ بهذا الشكل».وفي غمرة ألمها وتأثرها من أحداث الرواية تكتب قارئة: «أحتاج لوقت كي أستطيع كتابة مراجعة لهذه الرواية، لكن ثمة سؤال يلح عليّ الآن هو: كيف يستطيع الفلسطينيون تحمّل كل هذا الألم؟ إنها رواية عبارة عن ملحمة، أستطيع أن أؤكد أن نظرتي لكثير من الأمور المتعلقة بموضوع الرواية قد تغيرت كثيراّ».ويضيف قارئ آخر، مبيناً مدى مطابقة الرواية للواقع الأليم المعاش، قائلا: «حين تقرأ هذه الرواية، لا تنتظر أحداثاً، وعقدة، وكل تلك الأمور المرتبطة ببناء الرواية العادي، فقط أجلس بين الصفحات وأستمع، نعم استمع ولا تقرأ».

مشاركة :