المخدرات .. وباء يفتك بالشباب

  • 4/8/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كم هو رائع وجميل وأنت تراقب نسلك الناشئ منذ بداية عمره , وهو يخطو ويتطلع للمستقبل بنشاط وحيوية , وكم تشعر بالسعادة والرضا وأنت تراه ينبذ الرذيلة ويتمسك بالفضيلة لكن ما نراه حاليا من مخاطر وآفات حولنا تجعلنا نشعر بالقلق تجاه النشء , والأخطر هو السكوت عنها أو التهوين من شأنها ، وهل يوجد أي شيء أخطر من السكوت والتهوين ؟ . إن عصر العولمة قد يسر الكثير من سبل الحياة، وسمح بالمزيد من الإمكانيات، إلا أنه في نفس الوقت فرض على الإنسان العديد من المشاكل والمنغصات , فنجد الكثير من شبابنا وقد ارتموا في عالم الضياع والدمار , بسبب تعاطيهم المواد المخدرة بشتى أنواعها . شبابنا نثق فيهم وفي عقولهم الممتلئة بالذكاء وقلوبهم التي تفيض بالطيبة والإيمان والإصرار على عيش الحاضر والمستقبل .. لكن في لمح البصر يغير بعضهم عزمه وتصميمه سواء طوعا أو جهلا , وقد يكون قدرهم هو الذي جرفهم إلى أسهل طرق النسيان أو الانتحار البطيء بتناول تلك السموم لم تخلو المجتمعات في الماضي والحاضر من تعاطي التبغ مثلا والمشروبات الكحولية .. لكن المصيبة أن الأمر وصل حاليا إلى الحشيش والأفيون وبعض مشتقاته. وهذا ما يجعلنا نقلق كثيرا , ونشعر أن عددا من شبابنا صار ضائعا . ثم ان الإدمان على تلك السموم كان للأعمار فوق العشرين سنة , وإذا به الآن يصل إلى أطفال في سن الـ 12 سنة، وكذلك عندما شمل حتى الإناث. والمعروف أن الخمور والمسكرات و المخدرات و العقاقير , تسبب مشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم , و تكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة . حيث تسبب المشكلات الجسمية و النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و التي تحتاج إلى تظافر الجهود المحلية و الدولية لمعالجتها . فالإدمان لم يعد مشكلة محلية, بل أصبح مشكلة دولية , تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية , لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصاله , وترصد لذلك الكفاءات العلمية و الطبية والاجتماعية , لمحاولة معالجة ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية , و تنفق الأموال الطائلة للحد من تفشيه وانتشاره. و الخمور و المسكرات معروفة منذ ما قبل التاريخ , كما كانت منتشرة في الجاهلية , فلما جاء الاسلام حرم تعاطيها و الاتجار بها , وأقام الحدود على ساقيها وشاربها و المتجر بها , و قد أكد العلم الحديث أضرارها الجسمية و النفسية و العقلية والاقتصادية , وأخيرا .. نسأل الله ان يحمي بلادنا وشبابنا من تلك السموم , التي شكلت خطرا على المجتمع , وأن يوفق الجهات المسؤولة إلى محاربته .

مشاركة :