جازان.. «بيئة بكر» خالية من ملوثات الخليج العربي

  • 11/20/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رصدت جولة لـ«اليوم» في مواقع مختلفة بمنطقة جازان خلال الأيام الماضية وجود حياة فطرية طبيعية لا تزال «بكرًا» بالمنطقة ولم تمسسها أيادي العابثين بها، بل إن هناك جهات حكومية بدأت تقوم بالحماية والحفاظ على هذه الحياة حتى لا تندثر في المنطقة وتنقرض. بدأت الجولة على ضفاف بحيرة «سد وادي جازان» والتي مضى على وجودها أكثر من 50 عامًا كانت بيئة خصبة ومحمية لعددٍ كبير من الطيور المهاجرة التي تقصد هذه المنطقة خلال فترة فصل الشتاء لما تشهده المنطقة من وجود المياه بكمياتٍ وفيرة وعلى جنباتها الغطاء العشبي الأخضر، وبمسافاتٍ كبيرة لتصبح محمية طبيعية لهذه الكائنات الحية سواء من الطيور المهاجرة أو الطيور التي تنتشر في المنطقة، وجعلت البحيرة بيئة للتكاثر بها. وما يميّز بحيرة السد أن المياه متوافرة على مدى العام وبكمياتٍ كبيرةٍ من الأمطار وسيول الأودية التي تصب بحوض السد، مما جعل هذه المياه وسيلة ليرتوي الغطاء الأخضر على جنباته، ويصبح بيئة طبيعية تقصدها الطيور المهاجرة على مدى العام، بل يجد من يقصد البحيرة عددًا من المواشي التي أصبحت ترعى بمفردها دون وجود من يقودها أو يرعاها متخذة من الموقع مصدرًا لغذائها اليومي. وفي الجانب الغربي يمتد شاطئ بحر جيزان على مسافة بطول يصل إلى 200 كيلو متر وما يميّز شواطئ جازان أنها لم تطلها يد التلوث الصناعي حتى الآن مما يجعلها وجهة للاستثمار السياحي ومقصدًا للسائحين الباحثين عن الاستجمام، وينتشر على طول شواطئ جازان من الموسم جنوبًا وحتى الشقيق شمالًا شجر المانجروف، وبشكل كثيف يصل لأن نسميه غابة من المانجروف وهو ما ساهم في تكوين بيئةٍ طبيعيةٍ لتواجد الطيور المهاجرة بالمواقع التي تتكاثر بها هذه الأشجار. وتعنى أمانة منطقة جازان وبلدياتها التابعة لها بتوفير مواقع مخصصة لتكاثر نبات المانجروف وبكمياتٍ كبيرة، بل وقامت بتوفير أحواض يتم توفير مياه البحر بداخلها عن طريق تمديدات من المواسير التي تساهم في دخول مياه البحر أثناء المد وخروجه أثناء الزجر، وهو ما ساهم في توفير بيئة مناسبة لتكاثره. وساهم شجر المانجروف في توافر أعدادٍ كبيرة من الطيور المهاجرة وتكاثرها في مواقع استزراعه مما جعل هذه المواقع بيئة طبيعية يقصدها كل مَن يريد الاستمتاع بشواطئ جازان وكثرة الغطاء الأخضر من نبات المانجروف وتكاثر الطيور المهاجرة حولها. وواصلت جولة (اليوم) حتى وصلت إلى جزيرة تبعد عن مدينة جيزان ما يقارب 15 كلم بعرض البحر وتسمى الجزيرة بجزيرة «احبار»، حيث يقصدها الصيادون كموقع للراحة أثناء دخولهم عرض البحر طلبًا لرزقهم من صيد الأسماك، حيث تعدّ الجزيرة من الجزر التي من المتوقع أن تصبح من الجزر المستثمرة في القريب العاجل لما يميّزها من قربها من مدينة جيزان ورمالها الذهبية التي لم تعبث بها الأيادي، إضافة لكونها نقطة البداية لانطلاق مسابقات القوارب الشراعية التي تنطلق كل عام في فعاليات مهرجان جازان الشتوي «جازان الفل مشتى الكل». وتكثر على شواطئ جزيرة «احبار» أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة والبحرية والتي تقصدها كل عام، وتكثر بأعدادٍ كبيرة في فصل الشتاء لما يميّز الجزيرة من هدوء وبيئة طبيعية مناسبة لتكون مقصدًا لها. من جهة أخرى أوضح أمين منطقة جازان محمد الشايع أن أشجار المانجروف «الشورى» ينتشر في مدن ومحافظات منطقة جازان الساحلية مثل الشقيق وبيش ومدينة جيزان والموسم وجزرها البحرية في فرسان. وأضاف إن أمانة منطقة جازان أدركت أهمية الحفاظ على أشجار المانجروف لما لها من أهمية كبرى في النظام البيئي والتوازن الغذائي للكائنات الحية البحرية، والذي ينعكس على حياة الإنسان، لذا فقد شرعت أمانة منطقة جازان في اتخاذ عددٍ من الاجراءات للحفاظ على هذه الأشجار، مبينًا أن من الإجراءات التي قامت بها «الأمانة» المشاركة في استزراع أشجار المانجروف جنوب مدينة جيزان، والتأكيد على البلديات بالمحافظات بالحفاظ على هذه الأشجار أثناء القيام بتطوير الشواطئ، وأشار إلى أنهم قاموا بإلزام المستثمرين بإجراء دراسات بيئية معتمدة من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأشار إلى أن أمانة منطقة جازان ترأست اللجنة الفرعية السداسية للردم والتجريف على شواطئ المنطقة والمشكّلة بالأمر السامي لدراسة أي تأثيرات على الشواطئ والتقليل منها والحفاظ على أشجار المانجروف «الشورى». وبيّن أن (الأمانة) تقوم حاليًا بدراسة وتصميم ضاحية الملك عبدالله، ويتواجد في شمال غرب الضاحية موقع يتكاثر في أشجار المانجروف، حيث قامت (الأمانة) بالمحافظة عليها، واقتراح بإنشاء منتجع بيئي مع محمية لأشجار المانجروف.

مشاركة :