ذكرت صحيفة «تايمس أوف إنديا» أن من 15إلى 40 ألف مهندس هندي يعملون في الكويت يواجهون الترحيل من البلاد؛ وذلك على خلفية القانون الجديد الذي أصدرته هيئة القوى العاملة الكويتية مؤخرًا، والذي يقضي بضرورة الحصول على شهادات مزاولة المهنة (كتاب لا مانع) من قِبل جمعية المهندسين الكويتية، وهو شرط لتجديد الإقامة وأذونات العمل. فحص دقيق ونقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن تقرير «تايمس أوف إنديا» أن المهندسين الهنود يواجهون فحصًا دقيقًا جدًّا على شهاداتهم من قِبل «جمعية المهندسين»؛ إذ إنها لا تمنح شهادة مزاولة المهنة إلا للمهندسين الذين درسوا في الكليات المعتمدة من قِبل المجلس الوطني للاعتماد في الهند (NBA). وبيَّنت أنه حتى المؤسسات التعليمية الرائدة في الهند، مثل جامعة «آنا» ومعاهد التكنولوجيا، لا تملك اعتمادًا من المجلس الوطني المحلي، لكنها تملك جميع الاعتمادات من المجلس الاستشاري للتعليم الفني أو وزارة تطوير الموارد البشرية. مجلس الاعتماد ووفقًا لـ«تايمس أوف إنديا»، فقد أوضح عضو ملتقى المهندسين، جوثياداس نارايان، أن معظم المهندسين الهنود تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة، وقد تخرجوا قبل أن يدخل مجلس الاعتماد حيز التفعيل عام 2005. معاناة ونقلت الصحيفة عن عدد من المهندسين الهنود حجم معاناتهم إثر هذا القرار؛ إذ أكدوا أن الجامعات التي تخرجوا منها تُعتبر من المؤسسات التعليمية الرائدة في الهند، وأن هذا القرار يمثل «ظلمًا» لهم. كتاب “لا مانع” وأوضحت «تايمس أوف إنديا» أن ما يزيد المشكلة التي يواجهها المهندسون تعقيدًا عدم قدرة جمعية المهندسين الكويتية على التعامل مع الأعداد الكبيرة من المتقدمين على طلبات الكتب، التي يتراوح عددها بين 300 و400 طلب يوميًّا؛ إذ تمتد طوابير طويلة من البشر منذ ساعات الصباح الباكر حتى الساعة الـ2 ظهرًا خارج مقرها للحصول على كتاب «لا مانع» لإرفاقه بطلب الحصول على الإقامة وأذونات العمل. ولفتت الصحيفة إلى أنه وسط هذا الازدحام الكبير لا تستطيع «الجمعية» التعامل مع العدد الكبير من هذه الطلبات، بل إنها تصدر فقط 60 كتابًا يوميًّا. مخاوف الهنود من جانب آخر، أشارت «تايمس أوف إنديا» إلى أن ترحيل المهندسين إلى الهند سيكون له تأثير سلبي حتى عند عودتهم إلىبلادهم؛ كونهم سيُعتبرون مزورين وأصحاب شهادات وهمية. وأوضح الأمين العام لمعهد المهندسين في الهند، توماس جون، أن الآلاف من المهندسين الهنود سيفقدون وظائفهم، وسيُجبَرون على ترحيل أطفالهم وعوائلهم؛ الأمر الذي سيتسببفي أزمة مالية واجتماعية، وسيُفقد البلاد ملايين الدولارات من التحويلات. وأفاد بأنه من الممكن ألا تتوقف المسألة عند هذا الحد فقط، بل إنها قد تؤثر على سمعة المهندسين الهنود عالميًّا، ولاسيما لدى بقية دول الخليج التي من الممكن أن تحذو حذو الكويت. لا استثناءات في القرار ونقلت “الراي” عن مصادر مطلعة في الهيئة العامة للقوى العاملة بالكويت أنه لا استثناءات في تطبيق التعميم الإداريالصادر أخيرًا في شأن ربط تجديد أذونات عمل المهندسين الوافدين باجتياز الاختبارات المهنية اللازمة، والحصول على كتاب “لا مانع” من جمعية المهندسين الكويتية.
مشاركة :