أبو ارتيمة لـ«الغد»: مسيرة العودة ورطت الاحتلال وأسست لمرحلة نضالية جديدة

  • 4/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال عضو اللجنة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى أحمد أبو ارتيمة، والذي تتهمه سلطات الاحتلال بأنه يقف وراء فكره مسيرة العودة الكبرى، إن استهداف الاحتلال للمسيرات العودة، هو تأكيد على أن مسيرة العودة أوجعته، مشيراً في الوقت ذاته، أنه إذا كان الاحتلال يريد إخافتنا ويرسل رسالة ترهيب من خلال القمع ورفع تكلفة الدم، فالرسالة العكسية قد وصلت إلينا مفادها أننا في الطريق الصحيح الذي يوجع الاحتلال ويستنزفه. وأوضح أبو ارتيمة أن الكلمة الآن باتت للميدان والجماهير الفلسطينية، وأن أي عروض يجب أن تكون مستمدة شرعيتها من الجماهير مؤكداً أن مسيرة العودة تخطت كل الفصائل والقيادة السياسية الفلسطينية. مواجهة أخلاقية وأضاف أبو ارتيمة في حديث لـ”الغد”، أن مسيرة العودة ورطت الاحتلال في المربع الذي لا يستطيع الانتصار فيه، وهو مربع المواجهة الأخلاقية، فنحن أصحاب حق، وقادرون على التحشيد الدولي واستنهاض الفطرة الإنسانية في كل العالم من حولنا، أما هو فقوته في الفتك والتدمير والتخريب والقصف في “آلاف 16 و35″، لكن مسيرة العودة نجحت في تحييد هذا السلاح، سلاح الفتك الإسرائيلي وجرت الاحتلال إلى مسيرة لا يملك فيها نفساً طويلاً للمواصلة. وشدد أبو ارتيمة، على أن مسيرة العودة الكبرى أسست لمرحلة نضالية جديدة عنوانها الكفاح السلمي، مؤكدا أن فكرة المسيرة أحيت ثقافة العودة في قلوب وعقول الفلسطينيين، وبثت ثقافة مشاعة لدى الجميع. وأكد أن ما ميز حراك الجمعة الثانية من مسيرة العودة هو أن الشعب تقدم على الفصائل، وأن الجماهير خرجت بعشرات الألوف دون دعوة رسمية ودون مواصلات مؤمنة، مشدداً على أن القوة الحقيقية للشعب أن يتحرك من تلقاء نفسه لا أن تحركه جهات سياسية. الوجهة الفلسطينية وأشار أبو ارتيمة إلى الشعب الفلسطيني نجح اليوم في تحويل سنوات الحصار القاسي إلى قوة دفع في الاتجاه الوطني، وهو ما يعني أن سنوات القهر والظلم هذه لم تزده إلا عنفوانا وصلابةً وتمسكاً بحقوقه في وفي مقدمتها حق العودة. وأضاف: اليوم يقف الفلسطينيون على بعد مئات الأمتار فقط من وطنهم ليقول هذه هي وجهتنا ولن تكون وجهتنا صوب سيناء ولا باتجاه شطب حقوقنا ولا التكيف السلبي مع واقع الحصار والموت البطيء، وتابع أن مسيرات العودة بثت الحيوية والطاقة الإيجابية في نفوس الشباب الذين باتوا يرون مشروعاً حقيقياً وطنياً أمامهم يردده حتى الأطفال عن سؤالهم عن وجهتهم فيردوا بالقول نحن ذاهبون إلى ميادين العودة. وشدد على أن مسيرة العودة أعادت الاعتبار لمشروعنا الوطني الذي لا يقتصر على قضية حصار ولا دولة على حدود عام 67، وإنما هناك شعب اقتلع من أرضه ويريد أن يعود إلى أرضه. واستطرد قائلاً، أن كل مظاهر الحياة في غزة اليوم باتت مقاومة، وأن الجماهير الفلسطينية في ميادين العودة تقاتل، الاحتلال بالكلمة، بالكاميرا، بالأهزوجة الشعبية، وبالثرات الوطني والرسمة الفنية، وهو ما شكل نجاحاً لهذه المسيرة في تحقيق عدد من الأهداف أبرزها، إعادت القضية الفلسطينية إلى مكانها الصحيح بعد أن بات عنوان الفلسطينيون يريدون العودة إلى ديارهم خبر متداولاً في كل الصحف العالمية، فقد آن للعالم أن يسمع صوتنا. غير قابلة للاحتواء وأكد أبو ارتيمة، أن مسيرة العودة غير قابلة للاحتواء، ولا يوجد لها عنوان محدد، وهي فكرة متجذرة أصلا ونحن أحييناها في نفوس الناس، مشدداً أن المسيرة وإن وجدت لها لجنة من جميع الفعاليات والتيارات، إلا أنها اكبر من اللجان والهيئات، والشعب الفلسطيني هو من يقود اليوم والدليل على أن فكرة جمعة الكوشوك، هي فكرة شعبية أطلقها الشباب ولم تكن قراراً مركزياً. وأشار أبو ارتيمة، إلى أن ملامح الطريق بانت واتضحت وعلينا أن نواصل ونراكم فيها، وأن فكرة مسيرة العودة ليست للاستعمال الوقتي، وهي رؤية استراتيجية لنا كفلسطينيين من أجل تعريف الأمور وإعادة تصحيح البوصلة، فنحن شعب صاحب قضية ليست إنسانية، وإنما سياسية، فهناك شعب يريد أن يتحرر ويناضل من أجل حريته وكرامته كما ناضلت كل الشعوب في الهند وجنوب أفريقيا وفي العالم كله. وقال: سننجح في تحقيق ذلك لأننا أقوى من الاحتلال، وإننا نسير في اتجاه التاريخ، أما الاحتلال فهو من يعاكس حركة التاريخ، ويعاندها بالقوة والتدمير وبالبطش، لكن مساعيه لن تنجح، وها نحن نرى اليوم صحوة ويقظة وطنية جديدة غير مسبوقة، وسنظل في هذه المعركة الاخلاقية النظيفة الشريفة حتى ننال كرامتنا وحريتنا . تخطت الساسة وحول ما يدور من حديث عن عروض في مقابل وقف مسيرة العودة، قال ابو رتيمة عن الكلمة الآن باتت للميدان بعد ان تخطت مسيرة العودة كل الفصائل والقيادة السياسية، مشيراً إلى ان أي عروض يجب ان تكون في إطار رؤية تستمد شرعتها من الجماهير المنتفضة. وأشار، إلى ان هذه المسيرة لا تهدف لكسر الحصار فقط، وان أي محاولة للالتفاف على المسيرة لن يكتب لها النجاح بعد ان قالت الجماهير كلمتها على مدار الايام التي مضت، داعياً غلى استثمار ما تحقق لجهة صياغة رؤية شاملة لتحقيق ما خرجت من اجله الجماهير في العودة والحرية والكرامة وهو ما يضمن معه إرساء قواعد جديدة للوحدة الوطنية والتي لن تتحقق مالم يكن هناك برنامج موحد يجمع اطراف الساحة الفلسطينية ويلبي رغبة هذه الجماهير ويحفظ الدماء التي أريقت. واعرب ابو ارتيمة عن شعوره بالرضا مما حققته مسيرة العودة، فهي وحدت كل أبناء الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة بعد ان غابت كل الرايات ولم يبقى سوى العلم الفلسطيني .

مشاركة :