أعلنت السلطات الأمنية الليبية غرب البلاد العثور على ثلاث جثث لأطفال من العائلة نفسها اختطفوا على أيدي مسلحين أواخر العام 2015. وأكد جهاز المباحث الجنائية، في بيان نشر على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أنه في إطار التحقيقات الجارية في اختطاف أبناء عائلة الشرشاري تبين قتلهم، ودفنهم في غابة "البراعم" جنوب بلدة صرمان (غرب العاصمة طرابلس)، حيث تم العثور على رفاتهم. وذكر الجهاز أنه تمكن، في يوم 15 مارس الماضي، من القبض على المتورطين في خطف أبناء الشرشاري منذ شهر ديسمبر 2015. واعترف المتورط الرئيسي في العصابة، المدعو النمري المحجوبي، القائد الميداني لـ"سرية البركان" بمكان وجود الأطفال. فيما أكد مدير مستشفى صرمان، حمزة معتوق، "وصول جثامين أبناء الشرشاري الثلاثة إلى المستشفى صرمان"، مضيفا أن "الطبيب الشرعي يعمل الآن على فحص الجثث التي وُجدت متحللة"، مرجحا أن "يكون الأطفال الثلاثة قُـتلوا منذ عام ونصف العام إلى عامين". وكانت مجموعة مسلحة قامت، في 2 ديسمبر 2015، باعتراض سيارة العائلة وهي تنقل الأطفال ذهب (12 عاما)، ومحمد (8 أعوام)، وعبد الحميد (5 أعوام)، مع والدتهم إلى المدرسة داخل بلدة صرمان، وأطلقوا رصاصا كثيفا على السيارة وأصابوا سائقها بخمس رصاصات في رجليه، واختطفوا الأطفال. وطلب المختطفون فدية من عائلة الشرشاري لكن المفاوضات فشلت، ما دفع الخاطفين لقتل الأطفال بعد شهر، بحسب ما ذكر محققون. والأطفال المخطوفون هم أبناء رجل الأعمال الليبي رياض عبدالحميد الشرشاري، وطالبه الخاطفون بمبلغ مالي نظير إطلاق سراحهم، وشكلت قضية الأطفال المختطفين الثلاثة قضية رأي عام في ليبيا خلال الأعوام الماضية. وبحسب ما رواه والد الأطفال المختطفين في تصريحات صحفية، طالبت المجموعة الخاطفة بفدية تقدر بنحو 20 مليون دينار ليبي مقابل إطلاق سراح الأطفال، مشيرا إلى أن المجموعة المسلحة التي قامت باختطاف أبنائه مجموعة معروفة ومتهمة بعشرات قضايا الاختطاف. وفي يناير 2016، حدثت اشتباكات في صرمان بين مجموعة مسلحة وأخرى متهمة باختطاف أطفال عائلة الشرشاري، وأدت المواجهات إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل، وذلك بعد أن عرضت قوة الردع الخاصة في طرابلس مقطع فيديو لشخص تونسي اعترف بأنه شارك في عملية الاختطاف وذكر عدة أسماء لآخرين شاركوا في العملية. ولم تعلم العائلة المنكوبة شيئا عن مصير أبنائها حتى اعتقال النمري المحجوبي، في مارس الماضي وإفصاحه عن مصيرهم. وأعلنت بلدية صرمان الحداد 3 أيام بعد العثور على رفات الأطفال، فيما ظلت معظم المدارس مغلقة اليوم الأحد. وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، في بيان، إن "الليبيين جميعا مصدومون يعيشون حالة من الذهول على وقع هذه الجريمة البشعة الدخيلة على مجتمعنا". وتعهد السراج بتقديم الجناة "للقضاء لينالوا الجزاء والعقاب العادل". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج (المدعومة من المجتمع الدولي) ومقرها في طرابلس في غرب البلاد، وحكومة موازية شرق ليبيا يدعمها قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر. واستغل مهربو البشر والمتطرفون الإسلاميون والخاطفون الفراغ الأمني والفوضى لكسب موطئ قدم في ليبيا. المصدر: الصفحة الرسمية لجهاز المباحث الجنائية + وكالات قدري يوسف
مشاركة :