أسوأ ما يمكن سماعه عند حصول مجزرة يرتكبها مجرم مثل بشار أو كيان غاصب محتل مثل الكيان الصهيوني البغيض اللعين أو من شابههما وماثلهما في الوضاعة والإجرام، هو استجداء «المجتمع الدولي» ومطالبته بالاستياء.المجتمع الدولي ومؤسساته تعرف أين ومتى تتدخل، ومن شروط تدخلها ـ غير المكتوبة ـ ألا يكون أحد أطراف المشكلة من القوى الكبرى في العالم. حين تكون أمريكا أو روسيا أو من على شاكلتهما طرفا في القضية فإن وجوده يغني عن غضب العالمين، ومسألة الاستياء من الجرائم تصبح حينها فرض كفاية على دول العالم، إن قام به بعضها فإنه لا يجب على بقيتها.هذا إذا افترضنا أننا نعرف أساسا ما هو المجتمع الدولي، وهل المنطلقات التي وجد من أجلها هذا «المجتمع» إنسانية أم سياسية واقتصادية.وأظن ـ كما أفعل دائما ـ أن الإنسانية هي آخر ما يمكن أن يهتم به المجتمع الدولي ومؤسساته، الإنسانية في أدبيات هذه المؤسسات موجودة من باب «البريستيج» مثل المكتبة في بيت الأمي. وأغنية يتم العزف على أوتارها بين فينة وأخرى لأنها تصلح كخلفية موسيقية لمآرب المجتمع الدولي الأخرى.والعاقل من قبيلة بني «آدم» يفترض أن يتوقف قليلا ويفكر كثيرا حين يلاحظ ـ على سبيل المثال ـ الغضبة المفاجئة من حكومات ومؤسسات «المجتمع الدولي» واستنكارها وقلقها من قتل نظام بشار للسوريين باستخدام الغازات السامة.أي إن الفكرة ليست في تجريم القتل نفسه، ولكن الخلاف على الوسيلة، وأظن خلافا كهذا لا يشغل الضحية كثيرا ولا قليلا، فالموت واحد في نهاية المطاف. والخلاف بين السوريين ليس في أنهم محتارون بين الموت ببرميل غاز أو ببرميل متفجرات. هم يريدون أن يعيشوا أحرارا فقط، ولكن الحياة والحرية مجرد تفصيلات صغيرة وليست مهمة بقدر أهمية الإنكار على بشار وتوبيخه لأنه استخدم الغاز وترك المدفع والبندقية والبرميل المتفجر.وعلى أي حال ..لعلها مناسبة لكي أنصح نظام بشار بأن يقتل شعبه بالطريقة التي يريد حتى يفنيهم عن بكرة أبيهم وتصبح سوريا كلها خالصة لوجه خامنئي دون العالمين طالما أن القتل نفسه ليس جريمة في عرف المجتمع الدولي، وطالما بقي السؤال هو كيف تقتل؟ بدلا عن لماذا تقتل؟ فليدع القلق ويبدأ الموت. فلا مبرر لاحترام مجتمع دولي لا يحترم نفسه.@agrni
مشاركة :