ضياء الدين علي ** لا حكر على الفكر، فمن حق كل صاحب فكرة أن يدافع عنها وأن يروج لها كيفما شاء، لا سيما إذا كانت فكرة براقة ومبهرة في شكلها، ولها مريدون وأنصار، وسبقنا إليها بعض الجيران، لكن من الواضح أن الفكرة شاردة كثيراً لا قليلاً عن عقالها، وأقرب إلى «الشطحة» من كونها مقترحاً جديراً بالبحث والدراسة، حديثي عن فكرة رفع عدد الأجانب في دوري المحترفين إلى 6 أو 7 لاعبين (!)، بصراحة كل ما قرأته في إطار الترويج لهذا المقترح مردود عليه بالعكس تماماً، وأراه حقاً يراد به باطل، ولا أدري كيف تكون فكرة كهذه لمصلحة المسابقة والأندية واللاعبين والمنتخب، كما يتردد، فمن السهولة بمكان استدراك أن كل هؤلاء متضررون بنسب ودرجات متباينة، وأكثرهم بالتأكيد المنتخب، الذي وضح عملياً أنه في آخر الحسابات وليس أولها، فلا يبكي عليه أحد بقدر ما يتباكى، ولا يحمل همه عمليا إلا اتحاد الكرة. ** «تقدرون فتضحك الأقدار».. دولياً كان مانشستر سيتي على مشارف إنجاز قياسي وتاريخي بتحقيق لقب الدوري قبل 6 أسابيع من نهاية البطولة، في حال فوزه أمس الأول على مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، لاسيما وأن المباراة كانت على ملعبه، وجمهوره كان محتشداً ومتأهباً للاحتفال، فتحقيق الإنجاز على حساب الجار اللدود والمنافس التاريخي كان من شأنه أن يجعل الفرحة مختلفة واستثنائية وفوق العادة، ولكن حسابات الحقل اختلفت كثيراً عن حسابات البيدر، والحالة المتباينة التي ظهر بها الفريق في شوطي المباراة صنعت علامة استفهام كبيرة عند المحللين والجمهور معا، فالفريق الذي تفوق وتقدم بهدفين في النصف الأول لم يكن هو نفسه الذي تلقى ثلاثة في النصف الثاني، فحول سرادق الفرح المرتقب إلى خيمة عزاء «مؤقتاً»!عموماً التتويج باللقب المحلي مسألة وقت بالنسبة إلى «سيتي»، الذي حكمت عليه الظروف أن يلعب مع غريمه الصعب في توقيت حرج بين مباراتي الذهاب والإياب مع ليفربول في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والآن بعد أن خسر من ليفربول ثم اليونايتد بالثلاثة عليه أن يرد اعتباره ويستعيد كبرياءه كبطل جدير بالتتويج قبل أي شيء آخر، وهذا معناه أننا أصبحنا يوم الثلاثاء المقبل على موعد مع موقعة كروية حامية الوطيس في الإياب الأوروبي، ومن يعرف «سيتي» جيداً يدرك أنه بإمكانه أن يعمل «الريمونتادا» بسهولة في تلك المباراة. deaudin@gmail.com
مشاركة :