خرج الناشط جمال المعمري، في صفقة تبادل للأسرى، من أقبية الحوثيين، ولكن مشلولاً، عاجزاً عن الحركة، بعد فترة اعتقال قاربت ثلاث سنوات. مع سقوط محافظة عمران بأيدي الحوثيين، غادر جمال إلى العاصمة صنعاء، إلا أنه بعد ثلاثة أيام كان قد تم اختطافه وإخفاؤه وتغييبه في زنازين الميليشيا. وعلى مدى ما يقارب الثلاث سنوات، تفننت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، بشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الوحشيين، ليؤدي ذلك إلى أن يصبح مجرد كتلة آدمية ينهشها الألم، حسب الدكتور عبد القادر الجنيد، الذي كان معتقلاً معه. يتحدث الدكتور الجنيد عن الأساليب التي مورست بحق المعمري، بالقول: «أدخلوا شالاً بين إبطي ذراعيه، بحيث يقوم أحد المعذبين بسحبه بالشال من عند رأسه على الأرض، وفي نفس الوقت، يسحبه شخص آخر من عند كاحليه، ثم قام الشخصان بسحبه والنزول والصعود على درج السلالم، وشخص ثالث، كان يقوم بركله على جانب مؤخرته. ذلك ما أدى لحدوث شلل طرفي في الذراع اليسرى لجمال، إضافة إلى تلف عصب النسا في منطقة الإلية، والإصابة بشلل طرفي كامل في رجله اليسرى. يضيف د. الجنيد في منشور له بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: عقب ثلاثة أيام فقط، تعرض المعمري لعملية إخصاء بشعة. 3 سنوات ثلاث سنوات قضاها المعمري في سجون الميليشيا، ولم يسمح له بالزيارة إلا بعد أكثر من عامين، تنقّل فيها بين عدد من سجون ومعتقلات الميليشيا، وكان شاهداً على عشرات الجرائم والتصفيات بحق مختطفين آخرين. نكّلت الميليشيا بالمعمري، فعذب بآلات حادة، وأحرق جسده بالنار، كان الدم يتساقط أثناء شوي أجزاء من جسده، بينما كان المحققون يستمتعون ويتضاحكون. يقول المعمري إن أول إصابة تعرض لها بالعمود الفقري، عندما عذب بآلات حادة. عُذب المعمري بالكهرباء، فكان المحققون يضعون أسلاك الكهرباء بفمه، كان يخر مغشياً ثم يعيدونه للتحقيق من جديد. ومن أساليب التعذيب التي تعرض لها المعمري، تقييده على كرسي بشكل حلزوني، وتقييد يديه إلى الخلف وأرجله إلى الأمام، ويشدونه بقوة، تركز الشد على الجهة اليسرى، ما أدى إلى إصابته بالشلل.
مشاركة :